قرأت الآن مقالك (العصبية داؤنا الموروث) فرأيته نفثة من عربي مصري مسلم يأسى لما جره الخلاف على قومه في ماضيهم وحاضرهم، وبطب لهذا الداء بالحكمة والموعظة الحسنة، فدعوت لك ولكل داع إلى الخير فينا، وسألت الله أن يجمع عقولنا وقلوبنا وأيدينا على الحق والخير. ولكني أخذت على الأخ أنه عدد الجماعات الإسلامية في مصر، بعد أن عدد الأحزاب السياسية، يرى أن هؤلاء وهؤلاء أنشأتهم العصبيات وفرقت بينهم. ولست أرى رأيك في الجماعات الإسلامية التي ذكرت؛ فما أحسب أن تعددها لعصبية أو تنافس، ولكن أراه تعاوناً على مقصد عظيم، تتوسل كل جماعة بإحدى وسائله. وحسبك حجة على ما أقول أن هذه الجماعات لا تختلف فيما بينها ولا تتحاسد ولا يفتري بعضها على بعض؛ وكثيرا ما تتعاون في أعمالها، وأن هذه الجماعات لا ينال القائمين بها إلا إنفاق أوقاتهم وأموالهم ابتغاء الخير ولا يطمع أحدهم في جر مغنم نفسه أو نيل سلطان من وراء عمله.
وقد دعا داع إلى توحيد هذه الجماعات فلم ينفر أحد من هذه الدعوة بل تلقتها الجماعات بالتفكير فيها والنظر إلى ما يرجى منها. وإذا رأوا أن توحيد الجماعات أجدى عليهم، وأقرب إلى غايتهم، فعلوا غير مفكرين في عصبية أو هوى أو رياسة أو جاه.
فإن استثنى الأستاذ الفاضل هذه الجماعات من داء العصبيات كان أقرب إلى الصواب، وحسن الظن، والسلام.
عبد الوهاب عزام
يا أخي الدكتور عزام
إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعاً لست منهم في شيء، لأني أعلم أن إخوان (قبة الغوري) لم يتآخوا إلا لجمع شتات المسلمين وأجناسهم على كلمة التوحيد، وهم بطبيعة مبدئهم لا ينفرون من دعوة الاتحاد. أما الجماعات الأخر فأن عندي من أخبارهم ما يدل على أن ما