إلى أولئك النفر القليل ممن جادت بهم الحياة ووهبتهم النبوغ
والعبقرية الذين أبوا العيش إلا من قوة أيديهم وعرق جباههم
نقدم هذا الحديث.
- السرى الرفاء -
السرى الرفاء - قيثارة الشعر وعبقري الأدب فلتة من وفلتات الزمن ونفحة فواحة من نفحات الطبيعة. جادت به الدنيا وقلما جادت بأمثاله، وان جادت فبالنزر القليل، لنتعرف عليه ونرى منزلته ومكانته الأدبية من المصادر التاريخية. ومن أقوال مؤرخي الأدب والثقات من رواته قبل الخوض في الموضوع لنضعه في مكانته اللائقة به على ضوء العلم والتاريخ لئلا نغمط الرجل حقه أو نعطيه فوق ما يستحق: قال الجلبي في كشف الظنو. كان السرى الرفاء مغرى ينسخ ديوان أبي الفتح كشاجم وهو إذ ذاك ريحان الأدب. وقال ابن النديم في الفهرست ص ٢٤١: السرى الرفاء بن أحمد الكندي من أهل الموصل شاعر مطبوع عذب الألفاظ مليح المأخذ كثير الافتنان في التشبهات والأوصاف. وجاء في اليتيمة للثعالبي من الجلد الثاني ص ١٠٣ ما هذا نصه. بلغني أنه أسلم صبياً في الرقائين فكان يرفو ويطرز إلى أن قضى باكورة شبابه. وجاء في دائرة معارف فريد وجدي ص ١١٨ من الجلد الخامس تحت عنوان السرى الرفاء. هو أبو الحسن السرى بن أحمد بن السرى الكندي الرفاء الموصلي الشاعر المشهور. كان السرى الرفاء في صباه يرفو ويطرز في دكان بالموصل وهو مع ذلك مولع بالأدب وبنظم الشعر؛ ولم يزل دائباً على ذلك حتى بلغ شعره غاية بعيدة من الجودة وحسن السبك، فقصد سيف الدولة ابن حمدان بحلب ومدحه وأقام عنده مدة ثم انتقل بعد وفاته إلى بغداد. وكان السرى الرفاء مطبوعا على الشعر رقيق