تعذر الامتداد في الظواهر وصعوبة الحكم على مستقبل الزمن
للأستاذ محمد محمود غالي
اطلعت في العدد الأخير من الرسالة على ما وجهه إليّ الأستاذ نصيف المنقبادي وعل أسئلته الخاصة بتطبيق نظرية بولتزمان في الحكم على مستقبل الكون، وقد تتبعت مقالاته القيمة التي نشرها هذا العام في الرسالة، وتتبعت منذ أكثر من عام مقالاته على صفحات الأهرام التي ناقش فيها الأستاذ الفاضل محمد فريد وجدي. ولو وصفنا الأستاذ فيمن نعرفهم من الكتاب المصريين بأنه من الذين عرفوا بالجرأة في كتاباتهم لما ابتعدنا عن الصواب كثيراً، إذ لاشك في أنه من هؤلاء المطبوعين على حرية الفكر، ولا خلاف في أن لمثل كتاباته فائدة كبرى يجنيها النشء ويفيد منها المطلعون
للموضوع الذي يسألني عنه مساس بفلسفة كل علم إذ يجب التفريق بين ما هو جائر وبين ما هو محتوم - قلنا إن التفسير البولتزماني للمبدأ الثاني للترموديناميكا يدلنا على نوع من الموت الحراري للكون، ولكن لم نقل إلى أي حد يجوز لما الامتداد والتوغل في قبول هذه النتائج في مستقبل الأحقاب والعصور
يحدثني عن ملايين الملايين من السنين التي خلت ويتساءل لماذا يحدث الاقتراب من السكون المرتقب وفق بولتزمان، وقد مضى على الخليقة ملايين ملايين السنين. ومن ذا الذي قال إن هذه الملايين الخالية كافية للوصول بالكون إلى الحالة التي يدل عليها تفكير بولتزمان والتي تحتمها الزيادة الحتمية والمستمرة (للأنتروبي)؟
وهب أننا وصلنا إلى نوع من السكون النسبي فمن ذا الذي قال إن هذه هي أول مرة يصل فيها الكون إلى السكون والموت؟ ومن ذا الذي يَقْسِرُ إفهامنا على أن الحركة لا تُستأنف من جديد بعوامل لا نعرفها تَمُتُّ إلى الأصل في معرفة الخليقة ووجود الكون؟
هنا نقطة حساسة أعتقد أن آرائنا تفترق عندها، فإنك تميل إلى تفسير كل شيء بعلمنا الميكانيكي ومعرفتنا المحدودة لظواهر الطبيعة، وأميل من ناحيتي إلى اعتبار ما نعرفه لا