سأل الأديب على الشوكاني من بغداد في العدد (٥٤٤) من الرسالة عن الصحافي الشاعر حسن حسني الطويراني، ورجا من قراء الرسالة أن يتفضل أحدهم بأن يروي قصة هذا الشاعر المغمور (في نظر السائل المحترم)
وعجيب جداً أن ينسى أديب عربي مشهور، وصحافي ذائع الصيت، وشاعر قوي العبارة، ولما يمض على وفاته نصف قرن كامل؛ فكيف إذا خب المطى به عشرات القرون؟
ولعل للسائل عذراً في ذلك، فنحن هنا - أعني في الشرق - ننسى ونمعن في النسيان حتى يفتح الله علينا برجل عربي مستشرق ينبهنا ويوقظنا من غفلاتنا الطوال، ويأخذ بأيدينا - أو بيده هو - على مواضع من تاريخنا وسير رجالنا. . . والأمثلة على ذلك كثيرة
على أن للسائل الفاضل فضلاً في سؤاله؛ فقد أتاح لي فرصة للتعريف برجل كاد النسيان يطوي مساحبه على ذكره، لولا أشتات جمعتها من هناك ومن هنا، وتعبت فيها راجعاً أكثر من كتاب ما بين (تاريخ الصحافة العربية) للكونت فيلب طرازي (والأعلام) للزركلي، (وتاريخ آداب اللغة العربية) لجورجي زيدان (وديوان ولي الدين يكن)، (وفارس الشدياق) للشيخ بولس مسعد (ديوان العقد) للشيخ إبراهيم اليازجي وغيرها
والمترجم له مصري بمولده تركي بأصله؛ ويرجع إلى أسرة تركية كريمة تنتهي إلى علي باشا الكبير أحد أمراء الأتراك في مقدونية. ولقد شهدت القاهرة مولده سنة ١٨٥٠، كما شهدت القسطنطينية وفاته سنة ١٨٩٧ فعاش في هذه الدنيا سبعة وأربعين عاماً ملأها بالبحث والتحصيل في أول حياته، والتأليف والتصنيف في بقية عمره، وهو فيما بين ذلك يتنقل من أرض إلى أرض وتسلمه بلد إلى بلد؛ لا تثنيه مشقة في سفر، ولا يصده عناء في رحلة. فطاف في كثير من بلاد آسيا وأفريقية وأوربا الشرقية، ويعبر هو نفسه عن تطوافه