كثيراً ما رأيت من بعض الأدباء جهلاً شائناً بذلك الشاعر المطبوع إبراهيم بن سهل؛ فخدمة للأدب، وإحياء لذكره، أتقدم بهذه الكلمة الموجزة إلى صحيفة العلم و (رسالة) الأدب، راجياً أن أتبعها أخرى إن سمحت لي الظروف وكان في صفحات الرسالة متسع
نسبه، ميلاده، وفاته
هو أبو إسحاق إبراهيم بن أبي بعيش بن سهل الاشبيلي، نسبة إلى إشبيلية مدينة من أعظم المدن الأندلسية. ولد سنة ستمائة وتسع عشرة هجرية، ومات غريقاً في البحر وهو أبن أربعين، سنة ستمائة وتسع وخمسين هجرية كما ذكره أبو الحسن الخزرجي
قال صاحب نفح الطيب: غرق وهو أبن أربعين سنة في البحر. وقيل وقد جاوز الأربعين. ولما غرق قال فيه بعض الأكابر: عاد الدار إلى وطنه. وذكر مالك بن المرحل في غرقه قصة طويلة، خلاصتها أنه كان من كتاب أبي علي بن خلاص صاحب سبتة فأرسله مع أبنه المستنصر ملك تونس فغرقا في البحر لشدة هيجانه. ولما بلغ المستنصر غرق ابن سهل قال: عاد الدر إلى وطنه.
إسلامه
كان يهودياً وأسلم، وقد أختلف العلماء والمؤرخون في صحة إسلامه، فمن قائلا إن إسلامه كان ظاهراً وباطناً، ومن قائل أنه في الظاهر فقط. ولا بأس أن أنقل هنا بعض أقوال الفريقين. قال محمد صغير الأفراني المراكشي: كان يهودياً ثم من الله عليه بالدخول في الملة المحمدية وحسن إسلامه. وقد مدح النبي صلى الله عليه وسلم بقصيدة بارعة، قال أبو حيان وقفت عليها، وهي من أبدع ما نظم في معناها. وقال العزفي: كان يتظاهر بالإسلام ولا يخلو من قدح أو اتهام. وقال ابن مرزوق: صحح لنا من أدركنا من مشائخنا أنه مات على الإسلام. وقال صاحب نفح الطيب: اجتمع جماعة مع ابن سهل في مجلس أنس فسألوه - لما أخذت منه الراح عن إسلامه - هل هو في الظاهر والباطن أم لا؟ فأجابهم: للناس ما