قرأتُ الملاحظة الدقيقة المنشورة في بريد الرسالة الأدبي للأستاذ الأديب علي كمال. ويبدو أن الأستاذ محق فيما ذهب إليه، فليس في المراجع الأدبية الخاصة بحياة جون كيتس ولا في رسائله إلى شقيقه أو حبيبته (فاني براوني) ما يشير إلى مرور الشاعر بنهر الرين في خلال رحلته إلى إيطاليا، ولكن توجد في قصيدتين أو ثلاث له إشارات إلى نهر الرين، ومنها القصيدة الآتية:(تعاليْ بنا أيتها الحبيبة نحلق بأجنحة السعادة بعيداً، فإن السكون قد ضرب على الكون وما من سامع أو راء الآن، لقد صرعت القومَ خمرةُ نهر الرين واستبدت بهم نشوتها، فهي من رقادك، واطرحي الخوف وتعاليْ فإني قد أفردتُ لك منزلاً بين مروج الجنوب)
ولعل الشاعر علي محمود طه أراد الإشارة إلى ذلك في مقدمة قصيدته.
السيد رأفت
حول كتاب (المقنع) للداني
كتب الأستاذ ناجي الطنطاوي في العدد (٣٦٧) من الرسالة الغراء يسأل الأستاذ المحقق الشيخ محمد دهمان أن يجلو عليه الشك الذي وقع فيه لاختلاف لقب مؤلف (المقنع) أبي عمرو الداني، ذاهباً إلى أن (البلوى) في (ألف بائه) قد سماه (المقري). والحقيقة أن (المقري) مخففة عن (المقرئ) وهو لقب كانوا يلقبون به من انتهت إليه رياسة الإقراء في عصره. وقد عثرت في مكتبة أبي - شيخ المقرئين في الشام - عليه الرحمة والبركات والرضوان، على نسخة خطيّة لكتاب (المقنع) المذكور وفيها يقول المؤلف:
(قال أبو عمرو عثمان بن سعيد بن عثمان المقري) وليس (المغربي) كما اثبت الأستاذ دهمان. وقرأت أيضاً في نسخة خطية لكتاب اسمه (مواقف القرآن) للداني نفسه، وجدتها في مكتبتنا، وقد كتبت سنة الخمسين بعد الألف، ما يلي:
(قال أبو عمرو عثمان بن سعيد بن عثمان المقري الداني)