[مجد بغداد]
للأستاذ محمود رمزي نظيم
في سنة ١٩٣٦ زار مصر وفد عراقي كان بين رجاله شاعر
العراق الكبير الأستاذ معروف الرصافي وألقى قصيدة حيا بها
مصر، ودعا الأستاذ محمود بسيوني رئيس مجلس الشيوخ
يومئذ ورئيس الرابطة العربية الوفد العراقي إلى داره بحدائق
القبة، ونظم صاحب الإمضاء هذه القصيدة يحي بها العراقيين
وشاعرهم، ولم تسمح الظروف بإلقائها ولا بنشرها. وقد رأى
تسجيلها اليوم في الرسالة لتخلد بخلود هذه الصحائف
أهلا بسادة بغداد وشاعرها ... من شاد بالشعر ركناً في مفاخرها
تهز أعطافها تيهاً قصائده ... لما يصور فيها من خواطرها
في نهضة بعثت بغداد ثانية ... دار السلام لباديها وحاضرها
وآمنت برسول المجد أمتها ... والمجد ما زال يجري في مشاعرها
الهاشمي دعاها يوم صافحها ... بدعوة هي نور في بصائرها
هيهات تذهب بغداد وما صنعت ... والله خلد غراً من مآثرها
تلك الرصافة قد عادت مباهجها ... والحسن في الجسر مجد في سرائرها
ونهر دجلة فياض كعادته ... في المجد يربط ماضيها بحاضرها
فكم ليالٍ تغنت في شواطئه ... أصغى الزمان إلى تطريب زامرها
وكم حديث كأزهار الربيع بها ... يفيض في الحي من الهام سامرها
وكم مجالس علم حوله عقدت ... تجلو القرائح فيها عن جواهرها
واهاً لأيام إخوان الصفاء بها ... وللرسائل تتري في محابرها
قد خلد المجد والتاريخ شاعرها ... والعلم والنور من تخليد ناثرها