[- ٥ - كلمة وكليمة]
للأستاذ مصطفى صادق الرافعي
أرادوا مرة امتحان السياسيين في بلاغة السياسة، فطرحوا عليهم هذا الموضوع:
سرقت حقوق أمة ضعيفة، فاكتب كيف تشكرها على هديتها. . .
عندما يشرب الضعفاء من السراب الذي تخيله السياسة لأعينهم - يقدمون لهم المناديل النظيفة ليمسحوا أفواههم. . .
لو سئل السياسي العظيم: أي شيء هو أثقل عليك؟ لقال: إنسانيتي
قد يبطل المنطق كل الحجج إلا اثنتين: حجة السياسي القوي حين يغتصب الضعيف، وأختها حجة اللص الفاتك حين يسأل من أين اشترى؟ فيقول: اشترت يميني من شمالي. . . . .
قالوا. نظم الصقر قصيدة من الغزل في عصفور جميل مصبغ الريش، فكان مطلعها: (ما ألذ) ريشك أيها العصفور! هكذا لغة السياسة
مر فيلسوف برجل مصور بين يديه صورة امرأة قد صورها فاكثر عليها الحلي من الذهب والجوهر، فسأله في ذلك، فقال المصور: لم استطع أن اجعلها حسناء فجعلتها غنية. . . . كذلك أحزاننا السياسية لما عجزت عن حقيقة السياسة جعلتنا أغنى الناس بالكلام الفارغ
من تمام فضيلة الرجل السياسي أن يكون له كلامان: أحدهما سكوته
في الحب والسياسة لا يبدأ الإثم إلا كالفلتة المفردة؛ ولكن متى وقع الشاذ في السياسة والحب، صار هو القاعدة. . . .
إذا رأيت شباب أمة يتنبلون بالثياب والزينة، فاعلم أنها أمة كذب ونفاق: يغطون الحقيقة الرخيصة بالثوب الغالي، ويكذبون حتى على الأعين
فضيلة الملائكة عند الناس أنهم لا يكابدون ولا يحزنون؛ أفلا تكون فضيلة الناس عند الملائكة أنهم يكابدون ويحزنون؟
قالت العشرة للألف: أنت سرقت مني صفرين. . . . هكذا رأيت غرور بعض أدبائنا
يكبر بعض الأدباء من صغر المحيطين بهم؛ قالوا بعرت شاة حول قطعة من حجر، فنطقت بعرة فقالت للحجر: يا ما أعظمك أيها الجبل الشامخ. . .