إنني أبرأ من الاستسلام، وأنا أستشعر الحرية تحوطني في لذة وطرب.
وأنت - دائماً - تفرغ في كأسي من رحيقك العطر ذي الألوان رشفةً سائغة، فتفعم هذا الإناء الأرضي.
إن دنياي ستشعل من نورك مصابيحها العديدة، وتضعها أمام محراب معبدك.
لا، لن أغلق أبواب حواسي، فإن لذاذات البصر والسمع واللمس تحمل في ثناياها نشوة منك.
نعم، إن أوهامي ستتحرّق في شعلة من مرح، وإن رغباتي ستتفتح عن ثمرة من حب.
- ٧٣ -
لقد خبا ضوء النهار وانتشرت عتمة الغسق على الأرض، وآن لي أن أنطلق إلى الغدير لأملأ جرّتي.
ونسمات الليل تشجيها موسيقا الموج الحزينة. آه، إنها تناديني لأندفع في أضعاف الظلماء، وما في الطريق الموحش من عابر سبيل، والريح تزف زفيفاً، وصوت خرير الموج يتصاعد هائجاً من جوف النهر.
لست أدري إذا كنت سأعود إلى الدار؛ ولست أدري من عساي أن ألقى على الطريق. إن هناك في القارب الذي يرسو في الناحية الضحلة من النهر، رجلاً مجهولاً يعزف على قيثاره.
- ٧٤ -
إن آلاءك تفيض علينا فتسد مآربنا، ثم ترتد إليك وما نقصت شيئاً.