للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

الأدب والفنّ في أسبُوع

(التيسير) بدار الكتب:

انتهز حضرة صاحب المعالي عبد الرزاق السنهوري باشا وزير المعارف، فرصة وجوده بأمريكا في وفد مصر إلى مجلس الأمن، فزار بعض الجامعات الأمريكية، واتصل بأساتذتها، وفاتح بعضهم في دعوتهم إلى زيارة مصر، فأبدوا ارتياحهم إلى ذلك، ووعد بأنه سيهتم عند عودته إلى مصر بتوجيه الدعوة الرسمية إليهم. وزار معاليه أيضاً مكتبة (الكونجرس) التي تعد أعظم مكتبة في العالم، وقد تحدث إلى مراسل الأهرام عن هذه المكتبة فقال: (تحوي هذه المكتبة سبعة ملايين مجلد، وقد أصبحت كعبة المنقبين والعلماء، وتهيئ لرواد الكتب من أسباب التيسير ما لا تهيئه لهم أية مكتبة أخرى في القارتين).

وليت معاليه يدعو بعض موظفي مكتبة (الكونجرس) لزيارة دار الكتب المصرية، ليقفوا على ما تهيئه لروادها من أسباب التيسير التي منها: (في الخارج) و (لدى الموظفين) و (في المطبعة) و (مفكوك) و (في المغارة) ويأتي أحد هذه الأسباب على (سند الاستعارة) إلى طلب الكتاب بعد وقت يدهش الأمريكي، الذي يعيش في عالم السرعة، للبراعة في تضييعه! ويظهر أن دار الكتب قد وصلت إليها عدوى (الأداة الحكومية) لا في البطء وحده بل كذلك في الوساطة والتوصيات، إذ أصبح من اللازم لكي تحصل على الكتاب المطلوب أن تستعين بصديق من موظفي الدار. . .

وبعض تلك الأسباب: (أسباب التيسير) عجيب، فقد طلبت كتاباً في أيام متباعدة، وفي كل مرة كانت تزحف إلى كلمة (مفكوك) على سند الاستعارة. . . فلم يظل مفكوكا؟ أما مسألة (المغارة) فهي أعجب العجب! فقد أودع هذه المغارة كثيرٌ من الكتب خوفاً عليها من الغارات الجوية، وانتهت الحرب، وأضيئت القاهرة، وأزيلت المخابئ وألقيت وزارة الوقاية. . . كل ذلك والكتب نائمة في (الكهف) وما تزال في سباتها!

ولكني أخشى، من حضور الأمريكيين إلى دار الكتب المصرية، أن يتحدثوا عن مصر عندما يعودون إلى بلادهم فيضموا موضوع (التيسير بدار الكتب) إلى (كرم الضيافة) و (الآثار القديمة) و (الشوارع الكبيرة التي جدت بالقاهرة) التي جرت على الإشادة بها من زار مصر قبلهم من الغربيين المجاملين، كأنهم لم يروا في هذه البلاد شيئاً يعجبهم غيرها!

<<  <  ج:
ص:  >  >>