هذه (حلقة) أخرى من تلك (الخطوط) التي دونها (روبي اكسون) في مذكراته واطلع عليها (صديقي) الذي يطلب العلم في (واشنطن). . والتي ينوي الكاتب الأمريكي تضمينها في رسالة له عن (الرائد الأول للإخوان المسلمين) أ. ج
. . . . انتهت الحرب، وقد تجمعت للرجل قوة، تجعله قادراً على أن يملي رأيه على كل حاكم. . ومن هنا بدا الخطر
خطر الرجل الفرد الأعزل، الذي يعيش في بيت صغير، ولا يملك إلا مرتباً ضئيلاً، والذي جرد نفسه لفكرته، وسحق مغريات الدنيا فلم تعد تقف أمام إيمانه، وهزأ بكل وسائل الأغراء، وأسبابه، حتى شهد المراقبون أن ليس وراء فكرته امرأة ولا هوى!
وكان مؤرخو الشرق يتنبئون للشرق برجل يجتمع حوله. . وكانوا يقولون أنه لو وجده لقامت الكتلة الإسلامية، ولتحرر الشرق. .
وكان زعماء الغرب يخشون أن يكون قد وجد هذا الرحل فعلاً. . قالوها لأول مرة، بعد أن ثبت لهم أن (حسن البنا) لا تؤثر فيه المغريات، وأنه لا يخضع ولا يحنى رأسه. .
وجاءت حرب فلسطين، فأعطتهم تلك الصورة المزعجة الخارقة، صورة الفدائية الإسلامية على شكل لم يعهد بعد بدر والقادسية وأجنادين. . .
وعجب الغرب كيف يمكن أن تقوم في الشرق (فئة) تقدم نفسها للموت على هذه الصورة العجيبة.
وكان جهاد الإخوان فيها آية الآيات. . . فقد يهروا كل من اتصل بهم. . ووقف الخصوم يقارنون. . . ويرسمون الخطط لمستقبل الشرق على ضوء هذه القوة الخارقة.
واخذوا يتربصون الدوائر. . ولم يتأخر عنهم القدر، فقد كان في صفهم هذه المرة. . . وسرعان ما أعطاهم (محفظة) سيارة الجيب
وتجمعت القوى الحاقدة، والمغلوبة، وترابطت الأهواء بالمطامع. . في محيط الأحزاب والجماعات. . . وأثير الغبار الكثيف. . وأعلنت الاتهامات والإرهاصات، على أوسع نطاق