للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

آثارها الطبيعية التي لا فكاك منها. فليتحسس عقيدته وليفتقدها من يرى الشريعة غير الشريعة الإسلام تحكم، ثم لا يبذل جهده في رد الأمر إلى شريعة الإسلام؛ ومن يرى نظاما غير النظام الإسلامي يسود، ثم لا يعمل عملاً أو يقول قولاً، يصحح به الأوضاع، ويحقق به الصواب.

إن الإسلام لا يعيش في الظلام، فهو نور يعيش في النور. وإن الإسلام لا يخادع ولا يداور، فهو كلمة الحق التي تكره المداورة والخداع. وإن الإسلام حقيقة واقعة تعيش في الأرض، لا سراً ولا مؤامرة تتواري عن الأنظار.

نحن نريد عالماً إسلامياً. . فلندع إلى هذا العالم على أسسه الواضحة الصريحة: شريعة إسلامية، ومجتمع إسلامي. . ولقد مضى - والله الحمد - ذلك العهد الذي كانت الببغاوات تثرثر فيه بان الدين رجعية، وبان الإسلام تعصب. . فقد اعترفت مؤتمرات (الخواجات) الذين تقلدهم الببغاوات بان الشريعة الإسلامية مرجع هام للتشريع الدولي. ولقد أعجبني الأستاذ الكبير الشيخ محمد عبد اللطيف ضرار مدير الأزهر، وهو يقول هذه الحقيقة منهكما على أحد ببغاواتنا (المثقفين)!

فمن قال لهم الناس: إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم. فاصطكت أسنانهم، وارتجفت مفاصلهم، فلينظروا: أين هم من ذلك الطريق الذي رسمه الله، في كتاب الله: (إنما ذلكم الشيطان يخوف أولياءه) فلينظروا أين يتجه بهم الطريق!.

إن أضواء النصر تلوح في أفق الفكرة الإسلامية فتجذب إليها الكثيرين. منهم من يبتغي وجه الله، ومنهم من يحسبها تجارة كاسبة. ولكن الطريق طويل، والعقبات كثيرة، والقرح والابتلاء ولاستشهاد ينتظر المجاهدين. وسيحق على بعضهم قول الله: (لو كان عرضاً قرياً وسفراً قاصداً لاتبعوك. ولكن بعدت عليهم الشقة) وسيق على الآخرين قوله الكريم:

(من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر، وما بدلوا تبديلا)

وأولئك هم الفائزون.

سيد قطب

<<  <  ج:
ص:  >  >>