للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[القصص]

مكافأة رلف. . .

عن الإنكليزية

بقلم الأستاذ عبد اللطيف النشار

كان النسيم يهب من جانب البحر لطيفاً هادئاً ولكنه بارد على الرغم من هدوئه، وكان رلف مانرنج يرتعش وهو واقف ويدثر نفسه بردائه وقد قلب ياقة السترة ولفها حول عنقه، وقد استمر وقوفه مدة طويلة وهو عديم الحركة. ثم مشى وهو يتلفت نحو كل باب يمر به ليعرف أي المنازل هو الذي يريد، ورأى على ضوء المصباح الرابع في ذلك الطريق منزلاً ذا حديقة صغيرة فوقف أمامه واشتد خفوق قلبه وحاول عبثاً أن يهدئ من اضطرابه، ثم أخرج من جيبه مظروفاً وراجع وصف المنزل الذي يراه على ما كتب على ذلك المظروف بالرغم من أن ما يقرؤه كان منطبعاً في ذاكرته وبالرغم من أن هذا المنزل هو الذي يريده بغير شك

وحاول رلف أن يفحص المنزل فيما وراء الحديقة؛ ولكن النور كان قليلاً فلم يستطع أن يرى غير هيكل يحيط به الظلام. ففتح باب الحديقة ومشى فوق ممر ضيق بين النبات. ولما صار أمام باب المنزل عاد إلى الوقوف مرة أخرى وهو يحاول تهدئة نفسه، ورفع بصره فوجد مصباحاً ضئيلاً يضيء في إحدى الغرف. أما سائر النوافذ فكانت مغلقة؛ فدق الجرس وهو يسائل نفسه كيف يقابل الفتاة التي جاء لمقابلتها؟ وفتح الباب فتنهد تنهد الراحة، وأطلت الخادمة فسألته ماذا يريد. فسكت لحظة ثم قال: هل بيرتا كاستر هنا؟

قالت: سأسأل، ولكن من أنت؟

فتردد رلف قبل الإجابة ثم قال: قولي لها إن صديقاً قديماً يريد مقابلتها!

فظهر الارتباك على وجه الخادمة من عدم ذكر الاسم، وقالت: انتظر قليلاً حتى أعود

ثم أغلقت الباب ودخلت. فابتسم رلف ابتسامة مؤلمة من لجوئها إلى هذا الاحتياط

وبعد قليل عادت وقادته إلى غرفة الاستقبال، فجلس وهو يدير لحظة في كل ما حوله ليفحص المكان، وقد اجتمعت في ذهنه في هذه اللحظة كل الذكريات القديمة. ورأى على

<<  <  ج:
ص:  >  >>