شهدت جامعة فؤاد الأول في الأسبوع الماضي يوماً رائعاً من أيام العلم في تقدير النبوغ وإكباره، ولقد زاد في روعة هذا اليوم وبهائه أن باركه الفاروق العظيم برعايته السامية وعطفه السابغ، إذا وقف المليك العظيم في لباسه الجامعي بين أبناء الجامعة، أساتذة وطلاباً، ورجال العلم والأدب: شيوخاً وشباباً، يوزع جوائز فؤاد الأول على الذين استحقوها من العلماء المبرزين، ويسلم الدرجات العلمية للذين نالوها من المتخرجين المتفوقين، وما الجامعة العظيمة إلا غرس فؤاد العظيم ومأثرته على العلم، فلا غرو أن يكون الغرس موضع الرعاية من شبله، وإنما الابن سر أبيه. . .
جوائز فؤاد العلمية:
ولقد افتتح الاحتفال معالي وزير المعارف عبد الرزاق السنهوري باشا بخطبة ضافية ألقاها بين يدي المليك العظيم نصير العلم والعلماء واستهلها بقوله:(مولاي إن لوالدكم الراحل العظيم من الأيادي البيضاء على العلم، ما جعل رجال العلم في هذا البلد تختار يوم ذكرى وفاته ليكون موسماً للعلم، فاختارت لجنة الجوائز هذا اليوم لتوزيع الجوائز العلمية التي تفضلتم بتخصيصها كل عام للفائزين من كبار العلماء والأدباء، وهي الجوائز التي أطلقتم عليها اسم والدكم العظيم. كما اختارت جامعة فؤاد الأول هذا اليوم أيضاً لتوزيع درجاتها العلمية على النابهين من أبنائها الخريجين. . وسيتشرف بالمثول بين يديك يا مولاي لأخذ الجوائز العلمية ولتسلم الدرجات الجامعة كهول وشباب، أما الشباب: فأولئك هم المتفوقون من الناشئين في العلم، وأما الكهول فأولئك هم النابغون فيمن نضج من العلماء).
العقل المصري:
قال معالي الوزير: (لقد أثبت علماؤنا اليوم يا مولاي إن العلم ليس وقفاً على الغرب، وإن العقل المصري إذا أطلق من عقاله وأفسح له المجال، يثب ويرتفع، حتى يصل إلى المستوى الذي وصل إليه علماء الغرب، وهذه الحقيقة تدل عليها مؤلفات علمائنا الذي فازوا بجوائز هذا العام، وهي ليست إلا مثلاً لمؤلفات كثيرة أخرى، فالعالم المصري بحق