(لا معرقل لنهضة الأمة أشد وأفدح من تباعد ثقافتها وانقسام عقليتها)
(* * *)
(لقد قررنا أن نجعل كل مواطن موضع عناية الدولة وحمايتها، فعشرات الملايين محرومة الآن مما نسميه بمقاييسنا الدنيا (ضرورات الحياة)! ولذلك سيكون مقياس نجاحنا هو: لا هل أضفنا زيادة لأغلب أولئك الذين عندهم الكثير! بل هل قدمنا الكفاية لأولئك الذين ليس عندهم إلا أقل القليل)؟!
(الرئيس وشنطن)
٢ - الأمية وانقسام الثقافة
تبينت في المقال السابق أهمية الموضوع وخطورته بالنسبة لمصر ولاسيما في عصرها الراهن، وعلمت بأمر هذه الرسالة النقدية الحصيفة التي قد أخرجها (الدكتور جاكسن) أخيراً متناولاً فيها بعض نواحي النقص بالتجريح والعلاج، وستقرأ منذ اليوم تلخيصاً وتعليقاً على هذه الرسالة الفريدة، كما ستقرأ فيما بعد ما أستطيع أن أقدمه من ملاحظات واقتراحات. . .
١ - فرصة ملائمة للإصلاح
والحق أن الفرصة الحاضرة ملائمة من جميع نواحيها لإصلاح التربية في مصر. ذلك أن تيار الوطنية الجارف قد أوجد شعوراً عاماً بوجوب النهضة، وبعث المجد القديم، والاحتفاظ بما كسبنا من حقوق، فالتنبيه إلى أن التربية الصالحة خير أداة لتحقيق هذه النهضة المنشودة يجد صداه بسهولة في الرأي العام، ويجد مكانه اللائق به في برامج الأحزاب ونفوس الزعماء؛ وإذاً فلا مندوحة لنا من انتهاز هذه الفرصة المواتية والعمل على الاستفادة منها، ولنحذر تماماً مغبة الاندفاع الكلي إلى شئون الدفاع الوطني وحده لأن السيف كما