للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[الأدب والفن في أسبوع]

من الأدب السياسي:

دعت رابطة الطلبة السودانيين في مصر مكرم عبيد باشا لاختتام موسمها الثقافي بمحاضرة عن (الوحدة الطبيعية الوطنية بين مصر والسودان) فلبى الدعوة وكان يوم الخميس موعد إلقاء هذه المحاضرة بدار جمعية الشبان المسلمين بالقاهرة وقد قدمه رئيس الرابطة بكلمة وصفه فيها بقوله (أديبس ملك من البيان عنانه وخطيب فاق بفنه أقرانه وناثر حر أعجب بل ادهش خصومه وأعوانه)

وهذا الوصف من التقديم هو الذي يلائم المقام في هذا الباب الأدبي فالذي يعنينا هنا هو مكرم عبيد الأديب الذي يسترعى انتباه الأدباء ومحبي جمال الكلام بما يكتب ويخطب ولما كانت هذه المحاضرة من إنتاجه الأدبي السياسي فقد رأينا أن نلم هنا ببعض أجزائها ونقطف شيئاً من ثمراتها.

بين مكرم باشا العوامل الأساسية التي تقوم عليها وحدة وادي النيل فعد منها (النيل نهراً) و (النيل شعورا) ثم قال في بيان العامل الثاني: (ووحدة النيل شعوراً هي عنصر الوحدة المعنوية بين أبناء النيل ولست في هذا أتعمل أو أتخيل بل احلل التحليل العلمي الذي لا جدال فيه ولا دجل. فما من شك أن الطبع وليد الطبيعة، وإذا جمعت بيننا وحدة الطبيعة، فقد جمعت بيننا حتماً وحدة الطبع نعم إن هناك وحدة اللغة ووحدة الدين ولكن هذه قد توجد بين البلاد المستقلة بعضها عن بعض أما وحدة الطبع مستمدة من وحدة الطبيعة فهي الوحدة الأصلية التي تجعل من أبناء البلاد شعباً واحداً فإذا ما أضيفت إليها العناصر الإضافية كالدين واللغة والمصالح الاقتصادية كانت الوحدة مكتملة الأسباب أصولا وفروعاً.

(ولقد أجمع علماء التاريخ والآثار وفي مقدمتهم المسيو ماسبرو على ان المصري والسوداني متفرعان في مجموعها من جنس واحد واصل واحد رغم ان الشمس لم توزع سخاءها عليهما بقدر واحد. . .)

ودلل على التشابه في اللهجة الإقليمية فقال: (كنت منذ أيام قليلة أتحدث إلى بعض إخواننا السودانيين فراعني من هذا الحديث لا وحدة التفكير فحسب بل وحدة التعبير حتى أن لهجتهم في الحديث لا تختلف عن لهجة أبناء الصعيد مما أخجلني - وأنا رجل صعيدي

<<  <  ج:
ص:  >  >>