كنا جماعة في ندوتنا الأدبية الحرة؛ وكانت هذه القصة في يدي ولا أدري لماذا حملتها وطوفت بها الآفاق. فلفت غلافها نظر صديقنا الدكتور ع. فلم يعجبه العنوان من ناحية تناسب الحروف فيه متنافرة ثقيلة؛ والدكتور رجل دقيق الحس فيما يخص الذوق والجمال.
أما أستاذنا المحامي الكبير (ا. ق) فكان اعتراضه على العنوان من ناحية أخرى. . . (ضجعة العروس)؟؟! ما هذا؟ إنه عنوان لا يليق.
ولعل العنوان الذي اختاره الدكتور. ع. (رقدة العروس) كان أكثر مناسبة وأقل معترضا. لولا أن القضاء سبق فطبع العنوان ولم يبق إلا مجال الاعتراض لا مجال الاختيار والاقتراح.
هذه القصة قصة غرام حطمه الزمان. فأخرجها الأستاذ إبراهيم عز الدين في ثوب يريك أثر جراحات الزمان وندوبه. وللمؤلف هنا قوة في التعبير تصور لك المأساة في أروع صورها حتى ليكاد وصفه كله يقطر بالدماء المتقطرة على مذبح الحياة. لولا ومضات من الفكاهة هنا وهناك تجئ عفواً أحياناً؛ ويتعمدها المؤلف أحياناً ليروح عن قارئه المكدود بأثقال الحوادث.
وما أبرع المؤلف وهو يصور لنا - خلال مشاهد الأسى - مشهد المقابر وقد زحمتها جيوش المتسولين والفقهاء الذين يرتلون على قبور الموتى آيات من الذكر الحكيم لا يتبينها السامع لطول ما يلوون بها أشداقهم.
وما أبرعه أيضاً وهو يصور لنا (مأذون الناحية) في أسلوب يسيل فكاهة ومرحا. حتى لتكاد تنسى في تضاعيف الفكاهة المتلاحقة في هذا الشيخ (سعاد) المسكينة المطوية بعد التمرد في صفائح القبور.