للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[مسابقة الأدب العربي لطلبة السنة التوجيهية]

(أيام) طه حسين

للدكتور زكي مبارك

تنبيه - حيرة وارتباك - المرحلة الثانية - عمائم وطرابيش وبرانيط - أسرار كتاب (الأيام) - أحزان الطفل الضرير - صور وصفية - أما بعد فهذا كتاب

تنبيه

في العالم الماضي تكلمنا عن الجزء الأول من (الأيام)، والمقرر للمسابقة في هذه السنة هو الجزء الثاني، وقد نشرته (مكتبة المعارف) بالقاهرة وثمنه عشرة قروش.

ويهمني قبل الشروع في الكلام عن الجزء الثاني أن أنبه إلى مسألة طال فيها عتب العاتبين في السنة الماضية، فقد عابوا علي أن أقول في صحيفة سيارة: إن الدكتور طه رجل ضرير؛ مع أني قلت بصريح العبارة: إن توضيح الدقائق من كتاب (الأيام) لا يتيسر بغير النص على أن المؤلف يعبر عن أغراض لا تتجسم لغير المكفوفين، والنقد يحتم هذا تحتيماً، ولو سكتنا عن هذه الناحية لضاع الغرض من شرح مواطن القوة والضعف في تلك المذكرات

أنا أريد أعاون طلبة السنة التوجيهية على فهم الكتب المقررة لمسابقة الأدب العربي، ولا يتم ذلك بدون إرشادهم إلى طريق الفهم المنشود، ومؤلف (الأيام) ضرير، ومراعاة هذا الجانب من شخصية واجب مفروض، لنعرف كيف واجه دنياه عن طريق السمع واللمس والإحساس

يضاف إلى هذا أن الدكتور طه أكبر من أن يتأذى بالنص على أنه ضرير، فهو يقول ذلك في جميع صفحات (الأيام)، وهو يعرف من أصول النقد الأدبي ما لا يعرف أولئك العاتبون، ويعرف أن الكلام عما في كتابه من محاسن وعيوب لا يتفق مع التغاضي عن تلك الحالة الشخصية، وهي حالة لا تغض من منزلية الأدبية بأي حال.

طه حسين ضرير، كما يقول، وقد سايرنا طفولته في السنة الماضية ونحن ننقد الجزء الأول، فكيف نراه في حداثته ونحن ننقد الجزء الثاني؟

<<  <  ج:
ص:  >  >>