للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[يا فرنسا. . .]

(ادعت فرنسا أنها حامية سوريا ولبنان)

للأستاذ حسن أحمد با كثير

يا فرنسا! يا بلاداً حاربت حيناً فَتُلَّتْ للجبين

صمدت للغزو أسبوعين ثم استسلمت للمعتدين!

يا بلاداً حررتها قوة الأحلاف من رقٍ مهين؟

اسمعي ثم اسمعي سخرية الأقدار مما تصنعين

إنها تضحك نكراء الصدى والجرس جشاء الرنين

إنها تضحك ملء الكون والأزمان مما تدعين

أدعي أنك تبغين لنا خيراً بقتل الآمنين!

أدعي أنك تحمين حمانا ببنيك الظافرين!

أدعي ما شئت زوراً واذكري إذ سمت خسفاً منذ حين

واذكري إذ عجزت كفاك عن أن تدفعا عنك المنون

واذكري ما ذقت من عسف ومن خسف من ذل وهون

أتظنين شعوب الضاد كالسنغال قوماً صاغرين؟

تستبدّين بهم مثل ضحايا الرق في خالي القرون

من ستحمين من العدوان؟ هل تحمين آساد العرين؟

ثم مِمَّن؟ أمن الأحلاف؟ والأحلاف ليسوا ظالمين

أم من الأعداء؟ والأعداء قد نالوا جزاء المجرمين

نحن لا نبغي حماة فاذهبي واحمي بنيك الباسلين

يا فرنسا! يا بلاداً حاربت حيناً فُتلَّت للجبين!

يا بلاداً حررتها قوة الأحلاف من رقّ مهين!

أحذري أن تستفزّي أمة قد أقسمت ألاَّ تهون

أمة أمجادها تزداد إشراقاً على مرّ السنين

أمة مقدامة ترنو إلى مستقبل ضاحي الجبين

<<  <  ج:
ص:  >  >>