[بعد هجر طويل]
بقلم العوضي الوكيل
أثرتِ في نفسي ماضي الذِّكَرْ ... وهجت فيها ما انطوى واندثر
وهجتِ أحلاما عِذاب المنى ... كالنور، أو كالظل، أو كالزهَر
إن لم أنل منها، فحسب النهى ... مرآك، من ريٍّ لهذا النظر!
عودي إلى النفس، وكوني بها ... لهفة شوق ساعر ذي شررْ
عودي إِلى النفس، وأحيي بها ... ما كان من نجوى بها أو سَمَر
يا طالما عاد إلى داره ... مسافر من بعد طول السفر!
وأمتعيني بحياة الهوى ... إِمتاعك العين بوجه أغر
بل جدديني. . . أنت محفوفة ... بِجِدّةٍ ليست لحسن القمر
في كل يوم فيك معنى هوى ... يخالف المعنى الذي قد غبر
وفي كل يوم صورة فذة ... غير الذي شاهدته من صور
أأنت من شاهدتها أمس؟ أم ... أنت سواها؟ اصدقيني الخبر
عودي، فقد عدت إلى جنتي ... وعادني الهم وطول السهر
عودي، فما أحراك أن ترجعي ... أمس إلينا، عبقري الغُرر
أمس الذي نُيِّحَ في قبره ... بمهجتينا، لابثاً في الحفر
أحييتُه عندي بتذكاره ... وربما تحي الفقيد الذِّكر
فلتنسخي لذاته في غدِ ... وعشت للقلب الوفي الأبرْ
العوضي الوكيل