للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[الكتب]

الفلسفة الشرقية

تأليف الدكتور محمد غلاب

للأديب السيد احمد صقر

الدكتور محمد غلاب في طليعة رجالنا الممتازين الذين جمعوا بين الثقافة العربية، والثقافة الغربية؛ وتذوقوا ما جمعوا، وهضموا ما تذوقوا، وأنتجوا مما هضموا نتاجاً شهياً يمتاز بالعمق، وجدة العرض، وغزارة المادة، ورشاقة الأسلوب. ويمتاز الدكتور غلاب من بين هؤلاء الأفذاذ بميله الشديد للفلسفة، ولعل لوظيفته في ذلك أكبر الأثر. فهو أستاذ الفلسفة في كلية أصول الدين إحدى كليات الأزهر. ولقد كان الأزهر إلى عهد غير بعيد يحرم الفلسفة ويقذف المشتغلين بها بالزندقة والمروق، أما اليوم فقد صارت الفلسفة بأنواعها تدرس فيه، ووجد من رجاله من يؤلف فيها كتباً قيمة كهذا الكتاب الذي ألفه الدكتور ليسد ثغرة كانت مفتوحة في الحياة العقلية المصرية؛ إذ أن ثقافتنا قد بلغت في العلوم الطبيعية شأواً يسمح لنا بالوقوف في صفوف الأمم الراقية، ولكنها في العلوم العقلية ليست شيئاً مذكوراً (فلا تزال مصر مقفرة في الفلسفة إقفاراً يندى له جبين الإنسانية خجلا، ولا تزال معارفنا الفلسفية بالقياس إلى أوربا تعد جسما بلا روح أو كائناً أعجم إلى جانب إنسان) لذلك أعتزم الدكتور القيام بهذه المحاولة الخطيرة مسترشداً بنور الحق والواجب ففكر وقدر ثم نظر فألفى الشرق - وهو منبع الحكمة، ومصدر العرفان - مغموط الحق، مطمور المجد، مجحود العظمة، في هذه الناحية، فأراد أن يصحر من مجده، ويظهر من حقه، ويجلو من عظمته بكتاب الفلسفة الشرقية والفلسفة الشرقية ليست كما يصورها (بارتلمي سانت هلير) عديمة النفع (لا تفيدنا دراستها إلا من جهة إرضاء النزعة في الإطلاع دون أن يتصل بنا أمرها كثيراً، فليس علينا أن نصعد إليها لنعرف من نحن ومن أين جئنا) بل هي جمة المنافع، حرية بالبحث والتحليل. والواجب على من أراد دراسة الفلسفة أن يبدأ بها ليكون على بينة من العناصر الأساسية التي تكون منها الجسم المراد درسه من جهة، ولكي يصل أوائل حلقات السلسلة العقلية بأواخرها من جهة ثانية)

<<  <  ج:
ص:  >  >>