للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[٣ - أثر الحرب الكبرى في بريطانيا]

للأستاذ رمزي ميور

أستاذ التاريخ الحديث في جامعة منشستر سابقاً

تتمة

ترجمة الأستاذ محمد بدران

ناظر مدرسة بمباقادن الابتدائية

وفي أيرلندة أيضاً لاح أن الحرب قد أتاحت لها فرصة العمل على نيل ما كانت تطلبه منذ زمن بعيد من تقرير حقها في الحكم الذاتي. وكانت أيرلندة هي الجزء الوحيد من أجزاء الإمبراطورية الذي انتهز فرصة الحرب للثورة مع أن هذه البلاد كانت من الوجهة القانونية جزءاً من المملكة المتحدة ممثلاً في البرلمان البريطاني أتم تمثيل. وقد فعلت أيرلندة ذلك من قبل فثارت في كل حرب من الحروب الأوربية الثلاث التي اشتبكت فيها بريطانيا في القرن السادس عشر والسابع عشر والثامن عشر. شبت الثورة فيها علنا سنة ١٩١٦، ثم أخمدت ولكن الحكومة شعرت أن من الخطر أن تطالب أيرلندة بما كانت تطالب به إنجلترا واسكتلندة وويلز من الرجال، ومع أن كثيرين من الأيرلنديين قد تطوعوا للحرب باختيارهم فقد بقي الشعب الايرلندي بوجه عام في معزل عنها يدعوا الله أن يخذل بريطانيا. ولما وضعت الحرب أوزارها شبت فيها من جديد نار الثورة التي كان يلوح وميضها خلل الرماد، ودارت فيها رحى حرب أهلية طاحنة انتهت بإذعان بريطانيا وتسليمها للقوة بما لم ترض أن تسلم به للنزاع الدستوري فأعطت الايرلنديين أكثر مما كانوا يرتضونه قبل ذلك الحين، ذلك أنها قبلت في سنة ١٩٢١ أن تتكون من أربعة أخماس أيرلندة (دولة أيرلندة الحرة) وهي دولة ذات استقلال داخلي تام تتمتع بنظام (الأملاك المستقلة) وبحق تقرير ضرائبها الجمركية وإنشاء جيشها وسن قوانينها وسك عملتها. وبذلك كان جزء الإمبراطورية الوحيد الذي ظل طلبه الحكم الذاتي يرفض على الدوام جزءها الوحيد الذي نبذ كل فروض الطاعة والولاء أثناء الحرب، وكان أعظم النتائج السياسية للحرب وأعجبها أن انتهى بهذه الطريقة الحاسمة ذلك الكفاح الطويل الذي دام أربعة قرون، وتلك مقارنة

<<  <  ج:
ص:  >  >>