للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[رسالة الفن]

تأملات في الفن:

نبئيني غداً بما تسمعين

للأستاذ عزيز أحمد فهمي

- لست أدري لماذا تحب أن تسمع موريس شفالييه وهو يغني بالإنجليزية، مع أنه إذا غنى بالفرنسية كان أبدع

- من غير شك يكون أبدع، ولكني أسمعه يغني بالإنجليزية لكي أضحك لا لكي أطرب؛ فهو ينطق الإنجليزية بلكنة فرنسية فيزيد هذا الشذوذ تهريجه حلاوة وخفة

- وهل موريس شفالييه مهرج؟

- وأي شيء هو غير هذا؟ إنما هو مستساغ ومحبوب لأن تهريجه في طبعه، فلو لم يكن شفالييه مهرجاً محترفاً يربح من تهريجه المال الوفير، لكان مهرجاً في أي عمل يعمله وأينما كان وكيفما كان

- ليت عندنا مهرجين مثله

- وهل عندنا غيرهم. . . ولكن الذين لا يحترفون التهريج ويدعون الوتار ويصطنعون والتعالي عن سفاسف الأمور

- مثل من؟

- دعينا من هذا، فأهلنا هنا في مصر يوجعهم الحق. بنا إلى موريس شفالييه واذكري له حسنة أخرى إلى ما ذكر من حسنة التهريج الصريح

- خفة روحه

- إنها مع تهريجه وفي خلاله، بل إنه منها وبها. نريد له حسنة أخرى لا صلة لها بالتهريج. . .

- مثل ماذا؟

- مثل لكنته هذه. أليست تدل على شيء طيب في نفسه أليست تشهد بأن موريس شفالييه قوي الشخصية، ومن قوي شخصيته هذه القوة الفرنسية التي لم تخذلها رغبته في الربح

<<  <  ج:
ص:  >  >>