[النقد والشعر]
للأستاذ سامي أمين
في العدد (٩٤٥) من المجلة (الرسالة) يقول في الافتتاحية الأستاذ الناقد سيد قطب عن الشعر (أن الغناء. الغناء المطلق بما في النفس من مشاعر وأحاسيس وانفعالات. حين ترتفع هذه المشاعر والأحاسيس عن الحياة العادية، وحين تصل هذه الانفعالات إلى درجة التوهج والإشراق، أو الرقة والانسياب على نحو من الأنحاء. .
(ولسائل أن يسأل: أو ننفي الفكر من عالم الشعر أيضا؟ ولست أتردد في الإجابة: إن هذا الفكر لا يجوز أن يدخل هذا العالم إلا مقنعا غير سافر. ملفعا بالمشاعر والتصورات والظلال. ذائبا في وهج الحس والانفعال. أو موشى بالسباحات والسرحات. . ليس له أن يلج هذا العالم ساكنا باردا مجردا)
ومن هذا الشعر القصيدة التالية المختارة من ديوان (أنفاس محترقة) للشاعر الأستاذ أبو الوفا. . (في انتظار الصباح):
جدد لي الأقداح ... يا ساقي الراح
على أرى في الراح ... أطياف أفراحي
في مزهري ألحان ... أخشى أغنيها
أخشى على الأوتار ... من هول ما فيها
يا مزهر الأقدار ... عن بها غنى
واشرح على الأطيار ... ما غاب من فني
لكل يوم شراب ... لابد من كأسه
وكل معنى العذاب ... في لون إحساسه
من ذا يرد الصواب ... للدهر في ناسه
للغاب يا ابن الغاب ... اهرب فداك اللواح
تبا لضعف التراب ... أغرى عليه الرياح
لولاي في ذا الإهاب ... ما هيض مني الجناح
لا تسألوا يا شهود ... عن حكمة الأقدار