للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

كيف تقرأ كتاباُ؟

للأستاذ إيليا حليم حنا

كيف أقرأ كتاباً؟!

نعم كيف تقرأ كتاباُ تنغمس فيه فيستغرقك ويستولي عليك فتعيش في عالم كاتبه وتحيط نفسك بجوه، تشعر بإحساساته وشعوره وخوالجه التي هي عصارة عقله قلبه، وتحلق بروحك وفكرك في عالم علوي ساحر متجرداُ عن الزمن والمكان وكل ما يدور في محيطك المادي سائراً في دروب التفكير العميق منسجماُ مع الكاتب تحادثه وتناقشه بصوت عقلك. في هذا العالم الفكري المهيمن الأخاذ تستشف ما وراء الكلمات والسطور وترى غير ما يراه الناس وتحكم غير حكمهم وتحس إحساسا خاصاً بك وتصل إلى نتائج قد تكون مكملة لما قصد الكاتب، وهذه ناحية من نواحي الإبداع والتوليد لا تظهرها إلا الحمية الذهنية والتركيز الفكري والاندماج في جو الكاتب.

هذه هي القراءة التي أعنيها والتي توسع الفكر وتصقل الملكات وتغني النفس وتظهر ما تنطوي عليه من قوى الخلق والابتكار الكامنة وتخلق من الفرد العادي شخصاً ممتازاُ متفوقاً بمثل أرقى طبقات الذهن البشري.

والنقاط الآتية هي دستور القارئ الذي يرى في القراءة نموه الفكري وزاده النفسي، ويسعى إليها يقضي فيها أهنأ أوقاته وأحبها إلى قلبه كلما أراد الاستزادة والاستلهام.

١ - لا تستفيد مما تقرأ إن لم يكن لك غرض من قراءتك؛ فلا تدع الكتاب يكون لذة عابرة بل اخزن من ثروته وأضف جديداً إلى معلوماتك وحياتك.

٢ - يجب أن تقرن القراءة بالتفكير يرمى فيه القارئ

إلى فهم ما يقرأ وحذفه وهضمه ولا يتأتى هذا إلا بالتجرد عن العالم الخارجي وحصر كل

انتباهه وتفكيره وانطوائه وتفكيره وانطوائه على نفسه وهو صامتاُ.

٣ - اقرأ بسرعة متفاوتة، فالعسير من الأفكار والآراء يحتاج إلى تأن حتى تنفذ إليه. والسهل أقراه بأقصى سرعتك في القراءة

٤ - إلى جانب الكتاب الذي تقرأه جهز كراسة تقيد فيها سوانحك الطارئة كما هي بغير تهذيب أو صقل حتى تفرغ من قراءة الكتاب، فتعود إليها تصوغاً صوغاُ مناسباً. ولكن لا

<<  <  ج:
ص:  >  >>