تأهبت ظمياء للكلام فاستوقفها لحظتين لأنظر الأشرطة السينمائية التي يعرضها الشقاء أمام خيالي. فهالني أن اشهد ألوف المناظر وفيها المفرح والمحزن والأخضر والأسود، وضجت في أذني تلك الكلمة الباغية التي قالها أحد الزملاء المصريين وقد ترامت الأخبار بما بيني وبين ليلى من خلاف، قال ذلك الزميل وهو يلتهم حساء البقلة الحمقاء:
(كان رأيي من أول يوم أن الحكومة المصرية أخطأت في اختيار زكي مبارك لمداواة ليلى المريضة في العراق وهي تعلم أنه عجز عن مداواة ليلى المريضة في الزمالك)
أنا عجزت عن مداواة ليلى المريضة في الزمالك؟
أنا ما عجزت، وإنما رأيتها لئيمة لا تحفظ الجميل فضننْتُ عليها بالطب والدواء، وأخذت أدرس ما صرت إليه في هوى ليلى. فحب هذه المرأة هو أخطر ما عرفت في حياتي من ظلام وضلال
أحبك يا ليلى أحبك؟
وإنما كان كذلك لأنه ابتدأ بالعطف، عطف الصحيح على العليل، والعطف يؤصَّل جذور الحب ويهيَّئ القلب للهيام العَصُوف
كانت ليلى تصح على يدي من يوم إلى يوم، وكان حالي معها حال اَلْجنان الذي يتعهد إحدى الشجرات بالسقي والرعاية فتنمو عواطفه بنموها من حيث لا يعرف، ثم تصبح الشجرة وهي معبودته من دون البستان
أحبك يا ليلى أحبك
ورأت ليلى شغفي فلم تفطن إليه، ولعلها كانت تراه لوناً من ترفق الأطباء فمضت تناضلني الصحيح للصحيح، ولم تدر ما نقل المشرط إلى دمي، وآه ثم آه مما ينقل المشرط، فالناس لا يفهمون كيف يعيش العليل وجسمه موبوء بالجراثيم على حين تكون جرثومة واحدة ينقلها المشرط إلى جسم الطبيب وهو صحيح كافية لتقتل الطبيب