[يا شعر!]
للمرحوم أبي القاسم الشابي
يا شعر! أنت فم الشعور، وصرخة الروح الكثيب
يا شعر! أنت صدى نحيب القلب، والصب الغريب
يا شعر! أنت مدامّع علقت بأهداب الحياة
يا شعر! أنت دم تفجر من كلوم الكائنات
يا شعر! قلبي - مثلما تدري - شقي مظلم
فيه الجراح النجل يقطر من مغاورها الدم
جمدت على شفتيه أوزار الحياة العابسة
فهو التعيس، به مرارات القلوب البائسة
أبداً ينوح بحرقة بين الأماني الهاوية
كالبلبل الغريد ما بين الزهور الذاوية
كم قد نصحت له بأن يسلو وكم عزيته
فأبى وما أصغى إلى قولي، فما أجديته
كم قلت: صبراً يا فؤاد! أما تكف عن النحيب!
فإذا تجلدت الحياة تبددت شعل اللهيب
يا قلب. لا تجزع أمام تصلب الدهر الهصور
فإذا صرخت توجعاً. هزئت بصرختك الدهور
يا قلب! لا تسخط على الأيام، فالزهر البديع
يصغي لضجات العواصف قبل أنغام الربيع
يا قلب لا تقنع بشوك اليأس من بين الزهور
فوراء أوجاع الحياة عذوبة الأمل الجسور
يا قلب لا تسكب دموعك بالفضاء فتندم
فعلى ابتسامات الفضاء قساوة المتهكم
لكن قلبي وهو مخضل الجوانب بالدموع