للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

جاشت به الأحزان إذ طفحت بها تلك الصدوع

يبكي على الحلم البعيد بلوعة لا تنجلي

غردا كصداح الهواتف في الفلاة يقول لي:

طهر كلومك بالدموع وخلها وسبيلها.

إن المدامع لا تضيع حقيرها وجليلها

فمن المدامع ما تدمع جارفاً حسك الحياة

يرمي لهاوية الوجود بكل أشواك الطغاة

فارحم مضاضته ونح معه على أحلامه

فلقد قضى الحلم البديع على لظى آلامه

ردد على سمع الدجى أنات قلبي الواهية

واسكب بأجفان الزهور دموع قلبي الدامية

فلعل قلب الليل أشفق بالقلوب الباكية!

ولعل جفن الزهر احفظ للدموع الجارية!

كم حركت كف الأسى أوتار ذياك الحنين

فتهاطلت أحزان قلبي في أغاريد الأنين

ولكم أرقت مدامعي حتى تقرحت الجفون

ثم التفت فلم أجد قلباً يقاسمني الشجون

فعسى يكون الليل أرحم فهو مثلي يندب

وعسى يصون الزهر دمعي فهو مثلي يسكب

قد قنعت كف السماء الموت بالصمت الرهيب

فغداً كأعماق الكهوف بلا ضجيج أو وجيب

يأتي بأجنحة السكون كأنه الليل البهيم

لكن طيف الموت قاس والدجى طيف رحيم

ما للمنية لا ترق على الحياة النائحة!؟

سيان أفئدة تئن أو القلوب الصادحة؟

<<  <  ج:
ص:  >  >>