يرزأ السباق برزيئة المتخلفين، ويصاب اللامع بعتمة أوهام الخاملين؛ فيرى العجائب شاهدة على فساد الطوية، وسوء النية، وقبح السجية، لكنه ينصرف إلى أناة حلمه، وتؤدة حكمته، وزنة تجربته؛ ثم يحتمل الغضاضة بالإغضاء، ويقوي سخرية التجاهل بالكتمان وعدم الإفضاء!
إن الخاملين تعزيهم في نكبة التخلف والمحمول أوهام باطلة، يصور لهم ظلامها رعونة الحقد في مأتى المكيدة، وإعمال الحول الضعيف باستعمال أتضاع الحيلة!
ترى القمامة لا تقدير معه؛ فهو إما ذيل أو إمعة، إذا انفتحت الأفواه فتح فاه، وإذا أهل الأمر الأجل أعرض عنه وأعطى له عرض قفاه!
إن الخمول داء وبيل، يعرض مضناه بأساه، وحسرته، ولوعته إلى الحقد الأصيل
كم مجد لاحق بجده جده، حتى استوى أمره، وبلغ مجده؟
وكم خامل قعدت به همته؛ ثم نشطت حتى قوت غضبه وحقده؟
الحياة واد تضرب فيه نفوس الأحياء، وما يقر اضطرابها سوى قطنة الأريب الذي يطل من علياء حقيقته ليطارد أوهام الخاملين
لقد جاءني صاحبي بتهالك على إحساسه المرهف، وقد اكتنفت نفسه مشاعر السخط على من (وضعه) الزمن معهم في قرن واحد؛ فهو يرى شرارات الحقد تكاد تحرق أهداب العيون، والتفاهات تزيف كيانه في وهم الظنون
قلت: يا صاحبي. إن من يتحاشاك يرهبك، فهو يعرف قدرك في قرارة نفسه؛ ثم ينكرها بعماوة حسه؛ وكلما ألمت بك نكبة من نكبات العقوق عملت على تجاهلها لأنها صنيعة الخمول