(إلى أستاذي الجليل أحمد حسن الزيات أهدي هذه الفصول)
(تابع)
ومن ألمع شخصيات الإلياذة شخصية أجاممنون. . . تلك الشخصية العجيبة التي رفعها هوميروس فوق شخصياته جميعاً، وخصها بالقيادة العامة للأسطول في البحر وللجيوش في البر
وأجاممنون هو شقيق منالوس زوج هيلين التي بسببها شبت الحرب بين اليونان وطروادة. وهو الذي ضحى بابنته إفجنيا كي تتحرك الريح وتتأذن الآلهة للأسطول أن يقلع من أو ليس بعد إذ لبث هناك زماناً طويلاً لا يقوى على حركة لسكون البحر وجمود الرياح. . . قد اتخذ إسخيلوس من مأساة الفتاة إفجنيا موضوعاً لمأساته الرائعة التي دبرت فيها كليتمنسترا زوجة أجاممنون غيلة زوجها بعد أوبته من طروادة وذلك بمعاونة عشيقها إيجيستوس ثم تتسلسل ثلاثية إسخيلوس المشجية (الأورستية) التي ترجمناها لقراء الرسالة منذ ثلاثة أعوام
ومن المشاهد المؤلمة التي ينقم فيها القارئ على أجاممنون ذلك المشهد الذي يقص علينا فيه هوميروس ما شجر من الخلاف بينه وبين البطل أخيل. . . وذلك أن الجيوش اليونانية كانت قد ظفرت في إحدى المعارك بسبي عظيم كان في جملته الفتاة خريسيز ابنة كاهن أبولو والفتاة الحسناء بريسيز. وقد كانت خريسيز من نصيب أجاممنون وبريسيز من نصيب أخيل. . . ولما علم والد خريسيز بما آل إليه أمر ابنته كمد كمداً شديداً وذهب إلى خيمة أجاممنون يتوسل إليه أن يرد إليه ابنته، لكن القائد العام أغلظ للوالد المنكوب ورده رداً شديداً. فدعا الكاهن آلهة أبولو أن يصيب سوط عذابه على اليونانيين ما داموا لا يردون عليه فلذة كبده وقطعة قلبه. . . واستجاب له إله الشمس فسلط عليهم طاعوناً راح يبيدهم ويفتك بأجنادهم. . . ثم جاءتهم النبوءة بوجوب رد الفتاة إلى أهلها إذا أرادوا رفع