للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[أقصوصة شعرية:]

الحسناء والبلبل

للأستاذ إبراهيم محمد نجا

(هذه الأقصوصة الشعرية تصور ما قد ينشئ بين الإنسان

وغير الإنسان من عواطف نبيلة، ومشاعر سامية. وهي مهداه

إلى الذين يقدسون معاني الحب والوفاء في هذا الزمان)

هي حسناء في ربيع الحياة ... تتراءى كأجمل الذكريات

حسنها قبلة العيون جميعا ... ومراد الأحلام والأمنيات

وصباها أرق من طلعة الفج ... ر، وأبهى من روعة الزهرات

وعلى وجهها الجميل من الفك ... ر سمات أنعم بها من سمات

هي شوق إلى معانقة المج ... هول يبدو في حيرة النظرات

ومعان عميقة لست أدري ... ها، ولكن أحسها في حياتي

عندها بلبل يغني غناء ... يجعل القلب هائما حيث شاء

ويثير الأحلام في كل نفس ... تبصر الحلم كوكبا وضاء

كلما زادها من الشدو والأن ... غام زادته روحها إصغاء

وهي مفتونة تكاد تراه ... عاشقا يملأ الحياة بهاء

فتراها تضمه إن أتاها ... وإذا غاب أتبعته النداء

وأماني النفوس تبدو رموزا ... حينما تستكن فيها حياء

وجدته في بيدر مهجور ... يتغشاه مثل صمت القبور

وهو من جرحه يئن أنينا ... يترامى على الثرى في فتور

فانثنت نحوه، وخفت إليه ... وانحنت فوقه بقلب كسير

وأست جرحه، وعادت به تس ... عى إلى بيتها الجميل الصغير

ثم جاءت له بحب وفير ... مثلما يشتهي، وماء نمير

وأقامت له هنالك عشا ... مهدته له بزهر نضير

<<  <  ج:
ص:  >  >>