فشرعت فيها وسميتها (المقامة العراقية والمدامة الإشراقية، وتمت في شهر ربيع الأول، وجاءني زائرا بعض المغاربة بصلوات سيدي علي بن محمد وفا، وكنت شرعت في شرح عليها في الديار الرومية (أي التركية) ولكن النسخة تهدم بناء بعض حروفها، فأجبته إلى طلبته وسميتها (جريدة المآرب ومزيدة كل شارب شارب). وجردت الهمة وشددت العزمة في منتصف هذا العام إلى تبيض الجزء الثاني من (شرح الورد السبحاني المسمى بالضيا الشمسي على الفتح القدسي) وعرضت كراسا منه على الأخ محمد سعيد ليتأمل فيه وجاءني في الصباح ومعه معترفا بعجزه.
ورأيت الأخ محمد سعيد عنده بعض فتور، ونحن مع جماعة في جبل الطور، فخاطبته وبلديه موسى ناصحا وقلت:
خليلي عن الشوق ركابكما حثا ... إذا رمتما في الروع أن تدركا نفثا
ولقد جاءني الأخ محمد سعيد مرور الفرار فمرقت سطورا في قرطاس ورفعتها له:
وجوه الورى من واجهوا اشرف الورى ... وللأثر السامي اقتفوا حالة السري الخ
(وجاءني من مدينة الخليل الشيخ محمد النزعاني فرآني داخل بستان في الحرم الداني، فقال لو وسعته كان حسنا وأمر الدنيا فاني، فقلت هذا في خاطري معنى يبدي لعياني، فيسر الله في مطلبه تلك الأيام، وثم على وجه حسن جميل وأكمل نظام وكان المجمع التحتاني في دارنا تم، والمولى جل وعلا طم إنعامه علينا وعم، ولما انضم إلينا زكريا بن الحاج يحيى نسببه، وجماعات أخر من أحباب منحوا فتحا يملأ العيبة، حصلت منهم مساعدة جسيمة في أمر العمارة الحرمية. وبعد ما كمل عام (١١٤٢هـ) ونمت أيامه ولياليه ذات المدد المكين.