للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[للأدب والتاريخ]

مصطفى صادق الرافعي

١٨٨٠ - ١٩٣٧

للأستاذ محمد سعيد العريان

- ٣٠ -

(أنا لا أعبأ بالمظاهر والأغراض التي يأتي بها وينسخها يوم آخر، والقبلة التي أتجه إليها في الأدب إنما هي النفس الشرقية في دينها وفضائلها، فلا أكتب إلا ما يبعثها حية ويزيد في حياتها وسمو غايتها ويمكن لفضائلها وخصائصها في الحياة؛ ولذا لا أمس من الآداب كلها إلا نواحيها العليا، ثم إنه يخيل إليّ دائماً أني رسول لغوي بعثت للدفاع عن القرآن ولغته وبيانه. . .)

الرافعي

مقالاته للرسالة

سأحاول في هذا الفصل أن أتحدث عن كل مقالة من المقالات التي أملاها على الرافعي في الفترة التي صحبته فيها منذ بدأ العمل في الرسالة حتى صيف سنة ١٩٣٥؛ وما يجهل القراء أن كل مقالة يكتبها كاتب لها ظروفها وملابساتها ودوافعها، وما يجهلون أن لكل كاتب عند كل مقالة يكتبها حالة نفسية خاصة يظهر أثرها فيما يكتبه، وإني لأعلم أن هذا التاريخ لا يتم تمامه في نفسي ولا يتأدَّى مُؤدَّاه إلى قارئه على وجهه إلا أن أثبت بعض ما أذكر من دوافع الرافعي إلى كل مقال مما أملاه عليَّ؛ وإني بهذا الفصل لأحاول جديداً في فن الترجمة؛ فما أعرف كاتباً من كتاب التراجم في العربية حفل بهذا الباب في تاريخ الأدباء، على أن له أثراً أي أثر في دراسة أدب المترجم يعين على فهمه وتصويب الحكم عليه؛ فمن ذلك كانت عنايتي بهذا الباب، وإني لأرجو أن تعينني الذاكرة على تمامه حتى أبلغ منه إلى ما أريد. . .

لم يكن بين الرافعي والزيات صلةٌ ما قبل صدور الرسالة، إلا صلة الأديب بالأديب، وما أحسبهما التقيا قبلها قط إلا في كتبهما ورسائلهما. ثم صدرت الرسالة فكانت بريد الأدباء

<<  <  ج:
ص:  >  >>