[من طرائف الشعر]
آثار شوقية
فرديات من المنظر الثاني في الفصل الثالث من رواية البخيلة
تظهر حسنى الخادمة في ثوب أسود على باب حجرة من حجر منزل المرحومة الست نظيفة (البخيلة) حسنى لنفسها تتذكر ما وهبته لها الست نظيفة قبل وفاتها.
عيني أحقٌّ أنني في منزلي؟ ... لا. كان لي فوهبته لجمال
غاليت في شغب الفؤاد بحبه ... حتى وهبت له الثمينَ الغالي
أعطيته ما كان أصبح في يدي ... من مال جَدتَّه فليس بمالي
لم يرض أن أعيش سعيدةً ... ويعيش في بؤسٍ ورقة حال
أتُراه يقدُرُ خدمتي ومحبتي ... أولا يمرُّ له الصنيع ببال
رحمة الله على سيدتي ... وسقى الله ثراها وجزاها
حرمتني الشاش حتى ذهبت ... فكستني الخَزّ في الموت يداها
وحَمتني الماء حتى احتجبت ... فسقيتُ الشهدَ من فيض نداها
صار لي من بعدها منزلها ... والدكاكين وآلت ضيعتاها
ثروةٌ قد نهض الجوعُ بها ... ومشى الحرمانُ فيها فبناها
وهبَتْ لي كل ما قد ملكت ... لم تدع من ذاك شيئاً لفتاها
ثم بعد لحظة:
لا. ذاك مال جمال ... تركته لجمال
وعدتُ ما كنت من قب ... لُ فوطتي هي مالي
أجل أنا الخادم والطاهية ... وما أنا السارقةُ الباغية
ولا على الناس طفيلية ... أجعل أموالهُمُ مالية
سمعت حديث البخل حتى صحبته ... زماناً أراه كل حين واسمع
يروح ويغدو بين عينَّي صورة ... ويأتي حيالي بالحياة ويرجع
سيدتي ونجعلها في ... الحظ سسارا كالمثل
وانتقلت وذكرها ... بالبخل فيه ما انتقل