للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[قصة الكلمة المترجمة]

(القتل أنفى للقتل)

لأستاذ جليل

تلاقت عبقرية الأستاذ (الرافعي) - رحمه اله - في الأدب وعبقرية الأستاذ (العريان) في الوفاء؛ وأوحت الأولى إلى الثانية (وحيها) فكانت (حياة الرافعي)، أو هذه (المقالات الرافعية) في (الرسالة الغراء) وقد رآها الناس في هذا العام نجوماً، وسيجتلونه بعد حين بدراً بل شمساً ذات أضواء في كتاب. ولم تجتزئ هذه (المقالات) بخيرها العميم وفضلها العظيم - وإنهما لمحسبان - بل جلب الخير خيراً، وساق الفضل فضلاً؛ فقال الأستاذ محمود محمد شاكر (مقالة)، وجادل الأستاذ سيد قطب (جداله)، ولو لم يكن الرافعيُّ قطب أقطاب ما حدَّث عنه قطب. . . وما هذه الأحاديث التي أنصها اليوم في الرسالة

وُنصَّ الحديثَ إلى أهله ... فإن الوثيقة في نصَّهِ

إلا من إحسان تلك المقالات التي أفضل بها إلى العربية فتى الفتيان وسيد الشبان الأستاذ محمد سعيد العريان

أشار الأستاذ محمد سعيد في (المقالة السابعة والعشرين) من مقالاته الرشيقة الأنيقة الرافعية إلى حكاية الكلمة الفارسية (القتل أنفى للقتل) وإني لأظن أن كثيرين من الأدباء والباحثين يودون أن يعرفوا تلك القصة بكمالها، فهأنذا أحكيها، وسأروي طائفة من الأقوال في الكلمة الفارسية، وقد تقتضي الحال زيادة في هذا القصص للإفادة والتبيين و (الحديث ذو شجون) فأمليها

كتب صاحب (العثرات في اللغة والأدب) في الرابعة والرابعين من (عثراته) في جريدة (كوكب الشرق الغراء) في (٧ رجب ١٣٥٢) كلمة عنوانها (موازنة) قال فيها: (قالت العرب قديماً في معنى القصاص وأنه جُنَّة من العدوان: (القتل أنفى للقتل)، ثم أقبل القرآن الكريم على آثار العرب فقال: (ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب) وقالت: (موازنة العثرات): (هي - أي عبارة القتل - كلمة عربية جاهلية) ثم سطرت شيئاً، محصوله أن الكلمة الفارسية قد فاتت الآية القرآنية

والمقايسة بين الشيئين قد اختلف أيَّما اختلاف قدْرَاهما وتفاوتن كل التفاوت حالتاهما -

<<  <  ج:
ص:  >  >>