كان (المجمع العلمي) قد توقف عمله منذ سنوات سبع، وقد أصدرت مديرية المعارف العامة مرءماً ببعثه وإحيائه، واجمع الأساتيذ أعضاؤه على انتخاب العلامة الكبير الأستاذ كرد علي بك رئيساً له، فصدر مرسوم جمهوري بذلك.
ولا شك في أن المجمع العلمي الذي استطاع بسعي رئيسه وجهود أعضائه - في مدة قصيرة من الزمن - أن يؤدي إلى اللغة العربية ما لم يؤده إليها كثير من الرجالات والمجامع في مدة طويلة، والذي رفع اسم الشرق في ندوات المستشرقين في الغرب سيعود إلى سيرته الأولى: فيحيى ما اندثر من آثار السلف، ويسعى للقضاء على الدجاجلة المتجرين باللغة، ويعنى بانتخاب أعضاء له ممن كانت لهم في اللغة جهود، وفي إصلاحها طرائق، وكان لهم على آدابها وفرائدها وأسرارها ودقائقها اطلاع، دون غيرهم من المتطفلين، ولو كانوا من أرباب الألقاب الجوفاء.
وقد وضع له برنامج واسع ونظام دقيق، وسننوه بهما مرة ثانية.
(دمشق)
(المنجد)
مناصرات كلية الآداب
مناظرات كلية الآداب شائقة ولكنها في دعوتها إلى التفكير أكثر منها في ختامها للتمحيص وهذا شأن المناظرات في كلية الآداب وفي غير كلية الآداب، لأن المناظر شأنه غير شأن المحاضر، ولابد أن يتقيد بجانب الرأي الذي يدافع عنه أكثر من تقيد المحاضر بجانب خاص من جوانب الرأي وليس تمحيص الحقيقة ووضوحها في المقارنة بين أقوال المناظرين وحدها بل هي في التوفيق بين أقوالهما وفيما يظهره هذا التوفيق من آراء قد تسقط في المناظرة للدفاع كل مناظر عما يدافع عنه من الرأي وتمحيص الحقيقة أيضاً في مناقشة الجملة التي هي موضوع المناظرة وهذا ليس من شأنه المناظر وفي بيان أوجه صلاحها للمناقشة واوجه فسادها ويتضح لنا صواب ذلك إذا رجعنا إلى المناظرة التي كان