[الوثبة المباركة]
لصاحب الفضيلة الأستاذ محمد عبد الله السمان
مهداة إلى المجاهد الأكبر القائد العام
في أصيل الثلاثاء (٢٢٧١٩٥٢) جلسنا ثلة من الشباب الناضج
فكرا ووطنية، على مقربة من قصر المنتزه بالإسكندرية.
وبدأنا الحديث فيما يهم مصر وأماني شعبها المغلوب على
أمره، وما كانت أنسم الشاطئ العذبة، ولا أمواج البحر
المتراقصة، ولا أشعة الشمس الذهبية التي تخطف الأبصار
لتشغلنا عن الحديث عن مصر وآلام مصر. ولست أدري لم
كانت أنظارنا ترمق قصر المتنزه، متجهة إليه لا ترغب في
التحول عنه! لم تكن متجهة إلى هذا القصر باعتباره الحصن
الذي يعلق الشعب عليه كل آماله، لأن هذا الاعتبار كان بمثابة
نظرية ابتكرها النفاق والملق والصغار، وأثبت خرافتها ستة
عشر عاما حكمت مصر خلالها حكما إقطاعيا تسوده الأنانية
واللصوصية والاستهتار، حكمت بالحديد والنار دون رحمة
بأناتها وزفراتها، فرزحت تحت أعباء ثقال من الفاقة والحرمان
والبؤس والشقاء، وتجرعت كؤوسا فائضات من الكبت
والاستبداد. . .