قال أبو الحسن البغدادي الفكيك في نقيب بغداد وكانت في عنقه غدّة:
بلغ الأمانة فهي في حُلقومه - لا ترتقي صُعداً ولا تتنزّلُ
٤٣٩ - هذا لا يرسخ إلا في قلب مؤمن
في الأغاني: المدائني: شهد رجل عند قاض بشهادة. فقيل له: من يعرفك؟ قال: ابن أبي عتيق. فبعث إليه يسأله عنه. فقال: عدل رضيً. فقيل له: أكنت تعرفه قبل اليوم؟ قال: لا. ولكني سمعته ينشد:
إن الذين غدوْا بلبّك غادروا ... وشلا بعينك لا يزال مَعينا
غيضن من عبراتهن وقلن لي: ... ماذا لقيت من الهوى ولقينا
فعلمت أن هذا لا يرسخ إلا في قلب مؤمن فشهدت له بالعدالة
٤٤٠ - ما أعظم الله!
في (طبقات الشافعية) منع الشيخ أبو حيان أن يقال: ما أعظم الله، وما أحلم الله، ونحو ذلك. ونقل هذا عن أبي الحسن ابن عصفور احتجاجاً بأن معناه شيء عظمه أو حلمه، وجوزه الإمام الوالد (تقي الدين السبكي) محتجاً بقوله تعالى (أبصر به واسمع) والضمير في به عائد على الله، أي ما أبصره وأسمعه، فدل على جواز التعجب في ذلك. وفي شرح ألفية ابن معطي لمحمد بن الياس النحوي: سأل الزجاج المبرد فقال: كيف تقول ما أحلم الله وما أعظم الله؟ فقال: كما قلت. فقال الزجاج: وهل يكون شيء حلم الله أو عظّمه؟ فقال المبرد: إن هذا الكلام يقال عندما يظهر من اتصافه (تعالى) بالحلم والعظمة، وعند الشيء يصادف من فضله، والمتعجب هو الذاكر له بالحلم عند رؤيته إياها (أي الصفة) عيانا. وذكر الوالد أنه يعني بالشيء نفسه أي أنه عظم نفسه، أو أنه عظيم بنفسه لا شيء جعله عظيما.