للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[أهل العلم والحكم]

في ريف فلسطين

للأستاذ أحمد سامح الخالدي

(تتمة)

وقد بنى على هذا الدير الملك المعظم عيسى بن الملك العادل الايذي قلعة حصينة وأنفق عليها الأموال الجمة وأحكمها غاية الأحكام. فلما كان في سنة ٦١٥هـ وخرج الإفرنج من وراء البحر طالبين للبيت المقدس أمر بخرابها حتى تركها كأمس الدابر والتحق (سور) البيت المقدس بها في الخراب فهما إلى هذه الغاية خراب (القرن السابع). معجم البلدان (ج٦ - ٦٧).

وهناك طوران آخران أولهما الجبل المشرف على نابلس ولهذا يحجه السامرة. والثاني طور زيتا أو (جبل الزيتون) وهو مشرف على المسجد الأقصى، وبينهما وادي جهنم، وفيه صلى عمر بن الخطاب. وفي الأنس الجليل ج١ - ٢٥٨ أن أمالخير بنت إسماعيل العدوية البصرية الصالحة المشهورة (من أعيان عصرها في القرن الثاني) وقبرها على رأس جبل طور زيتا شرقي البيت المقدس، بجوار مصعد موسى عليه السلام، وهو في زاوية ينزل إليها من درج.

ويقول في ج٢ - ٤١٠ عن أبي هريرة: أقسم ربنا بالتين والزيتون، والزيتون طور زيتا. والتين مسجد دمشق. وعن صفية زوج الرسول أنها قدمت القدس فصلت به، وصعدت إلى طور زيتا فصلت وقامت على طرف الجبل وقالت (من ها هنا يتفرق الناس يوم القيامة إلى الجنة والنار) ومن هذا الجبل صعد عيسى عليه السلام، وعلى رأسه كنيسة من بناء هيلانة في وسطها قبة. ولما فتح صلاح الدين القدس سنة (٥٨٣هـ) وقف أرض طور زيتا على الوالي الصالح ولي الدينأبي العباس أحمد الهكاري، سوية بينهما وعلى ذريتهما، وقبر مريم عليها السلام في كنيسة في داخل جبل طور تسمى الجسمانية وهو مكان مشهور مقصود للزيارة من المسلمين والنصارى والكنيسة من بناء هيلانة أمقسطنطين.

أما الوديان والعيون فيذكر منها وادي النمل بين بيت جبرين وعسقلان، ولا يذكر وادي

<<  <  ج:
ص:  >  >>