نزل القرآن الكريم على رسول الله صلوات الله عليه والعرب سادرون في مهاوي الضلال، مهددون بالفناء والاضمحلال، غرائز النضال والغلبة في نفوسهم هامدة خامدة، ورغباتهم في الحرية والاستقلال مكبوتة محتجزة. فدعاهم رسول الله إلى الهدى ودفعهم إلى العزة والكرامة، وأمرهم بالنضال في سبيل الحرية والاستقلال، فوقعت المعركة الكبرى بين الحياة والموت، فعبأ رسول الله كل جزء حي من الأمة لمقاومة الموت، وساق كل أنواع القوة لدفع الفناء، وكان الشعر القوى في هذه المعركة المقدسة سيفاً من السيوف المشهرة في وجوه المشركين، وقد عمل هذا السيف ما عمل هذا السيف ما عمله الحسام في أيدي الأبطال في ميادين القتال، وظل شعر القوة كذلك في الحجاز حتى تصدعت الوحدة العربية وتضعضعت القوة الإسلامية، وانتقل الحكم الإسلامي من الحجاز إلى الشام، ومن بغداد إلى الآستانة، فأفتقر الحجاز من القوة ومن شعر القوة، ومن الحياة ومن شعر الحياة حتى أصبح:
كقفر أفاء الموت فيه ظلالة ... فأوحش حتى ما تصر جنادبه
وظل كذلك حتى أعلن الدستور العثماني فأخذ يتحرك تحركاً بطيئاً ويتماثل للنهوض تماثلاً ضعيفاً غلى أن شبت نار الثورة العربية فيه، فأصبح الحجاز علماً في رأسه نار، ترنو إليه عيون العرب، وتتوافد غليه رجال الأدب، فأوجد هذا الاحتكاك حياة في الحجاز وحركة أخذت تنمو وتتسع حتى رأينا في صميمها حركة أدبية فنية نشيطة تندفع نحو النور وتتواثب نحو الحياة والحرية بقوة لا تلبث أن تصبح كافية لتحقيق الغاية والوصول غلى الهدف إن شاء الله. وإليكم الطلائع التي تطمئن لها نفوس العرب على أعز قطر من أقطار العرب.
السيد أحمد إبراهيم الغزاوي: ولد بمكة وتلقى علومه فيها ثم اشتغل بالوظائف في حكومة الملك حسين ثم في الحكومة الحاضرة وقد حاز لقب شاعر الملك عبد العزيز آل سعود المعظم. نظم قصيدة بمناسبة الحلف العربي الذي تم بين المملكة العربية السعودية ومملكة اليمن بعد تلك الحرب الطاحنة التي جرت بين القطرين الشقيقين منذ ست عشرة سنة. وفي