إن المبشرين البروتستنت الذين أضلوا ذلك الكاتب المسلم فضل وروى باطلهم - ليستيقنون أن القرآن هو الكتاب العربي العبقري، ويعلمون أن تلكم (الآلات) إنما هي قواعده قد أخذت منه، وكانت له. فلن يخطئ فيها. . وكيف يخطئ فيها. .؟!
إن القرآن لهو الكلام العربي الصافي الصرف المحقق الصحيح الذي لا ريب فيه. وكل قول غيره يلاقيه الشك شاكي السلاح. فهو حجة الأقوال العربية وظهيرها. وليست الأقوال العربية - وأن كانت من خدمه - بحجة له ولا ظهيراً
ولقد قال العربانيون المنصفون والعبقريون والمفكرون من الغربيين في عربية القرآن الصريحة الخالصة وعبقريته قولهم، وقرأ المبشرون (المظللون) ما كتب المنصف، وقال العبقري. وإن كتموا الحق، وجحدوا بالذي استيقنته أنفسهم - أينكرون قولاً في كتابهم الذي نشروه للإضلال - مبينا؟
قال (سال) في (مقالة في الإسلام): (مما لا خلاف فيه أنه (يعني القرآن) الحجة التي يرجع إليها في العربية، وأنه شمس قلادة الكتب العربية، وواسطة عقدها)
إن هذا في (مطبوع) المبشرين الذين يخطئون (الكتاب) في العربية. وإنه لذم وتقريع للسفسطيين المقبحين لكن صخري الوجه لا يستحي
وإذا لام (المظللين) لائم، وقبح عليهم ما يصنعون قال لسان الحال: أنا ما شرقنا محترفين بحرفة (التظليل) - وما التظليل إلا حرفة من الحرف - وآخذين جعالاننا إلا لنعمل ما يبغيه المجعلون المطعمون، فهي الجعالة، وهو الرغيف. فلا تلومونا ولوموا المعدة. .
أجل إن المظللين ما طرءوا على هذه الأقاليم ليحقوا حقا، ويرهقوا باطلاً، ويهدوا ضالاً، ويرشدوا حائراً، بل جاءوا مغوين متوهين حتى يخرجوا المسلمين من دينهم فيستعبدهم الغربيون المغيرون استعباد الهون. وقد قال (غلادستون): لا راحة لمعالم (يعني قومه) ما كان القرآن. وقال سواس فرنسيون: لن يكون لنا الملك الحق في بلاد المغاربة أو نغرب دين القوم