تفتح الجامعة الأمريكية بالقاهرة أبوابها هذا العام عن قسم خاص بالصحافة، على نحو ما تعنى به الجامعات الأوربية والأمريكية لإعداد طالب الصحافة إعدادا جامعياً دقيقاً يتناول دراسة اللغات وعلوم الاجتماع والاقتصاد وعلم النفس والتاريخ والفلسفة والعلوم السياسية ونظام الحكومات والتربية المقارنة، وكذلك الفنون المرتبطة بمزاولة العمل الصحفي في نواحيه جميعاً كالأسلوب، وتحرير المقال، والتصحيح، ومهمة الأخبار، والتبويب وما إليها
وتبدو مهمة الجامعة الأمريكية في هذا الباب عظيمة الشأن، شأنها في عديد من أقسامها الأخرى كقسم المعلمين والقسم الإعدادي، واضطلاعهم بمسائل الطالب الحيوية وإعداده للحياة كما يجب أن يحيا. ولكن طالب الصحافة الجامعي وعناية الجامعة الأمريكية به وتمثل هذا النوع من التعليم في مصر أو في الشرق عل وجه العموم يكون له من عظم الشأن ما يجعله في مركز ممتاز دونه في المعاهد الأخرى نظراً لاعتبارات خاصة لها من الأهمية هي الأخرى مالها، لأنه:
أولا: مركز مصر من الشرق في مقام الزعيمة لا يسمح بأن يدانيها بلد آخر في مضمار الصحافة أو العناية بدراستها
ثانياً: جعل تعليم الصحافة بنوع خاص في دائرة حرة بعيداً عن الإدارة الحكومية والضغط السياسي
ثالثاً: الشعور السائد الذي يتناوب القراء والصحف، شعور بالحاجة إلى توسيع المعارف والمعارف الصحفية وتكثير نسلها
رابعاً: فتح أبواب جديدة أمام طلبة التعليم العالي في مصر والشرق بعد أن ضاقت بهم صناعات ووظائف أخرى كالمحاماة والطب والهندسة وغيرها
خامساً: تغذية الصحف بعنصر صالح لإدارة أعمالها بمهارة ولباقة، فضلاً عن أن الصحف تعتبر أداة هامة في نشر المعارف وفتق الأذهان وخدمة الوطنية، وملاحظة مثل هذه الاعتبارات مجتمعة أو منفردة لمما بجعل للجامعة الأمريكية أولاً وأخيراً حق السبق وحق العناية فيما لو فكرت حكومة في الشرق في مثل هذا النوع من التعليم، وإن كان ذلك، وإنن، فما هو اليوم البعيد الذي نرى فيه الصحفي الأمريكي بمعنى الكلمة أول ثمار الجامعة الأمريكية في مصر والشرق.