خطت تركيا والشعوب الإسلامية في الاتحاد السوفيتي خطوة حاسمة في العصر الحديث نحو تحرير نسائهم، ومساواتهن بالرجال أمام القانون وفي الحياة العامة. ولكن لا تزال مصر والأقطار العربية في مفترق الطرق. وقد نشطت حركة تحرير المرأة في مصر والبلاد العربية في الجيل الماضي، وأحرزت نجاحاً في مسالة قانون الزواج. ولعبت المرأة دوراً إيجابياً في الجهود الوطنية من أجل الاستقلال منذ الحرب العظمى (الأولى).
وكانت صفية زغلول تقف دائماً إلى جانب سعد، ومثلته وهو في منفاه، واستحقت لقب الشرف: أم المصريين. إذ التفت حولها مجموعة من سيدات المجتمع، ونشطن في نصرة زغلول.
وقد قامت الحركة النسائية في مصر بدور معقول تحت رئاسة هدى هانم شعراوي أرملة شعراوي باشا الذي اصطحب سعداً في نوفمبر ١٩١٨ عندما ذهب إلى المندوب السامي البريطاني لعرض المطالب المصرية. وفي مارس ١٩٢٣ أنشئ اتحاد نسائي مصري. فأرسل وفداً إلى الاتحاد النسائي الدولي بروما. وقد أشارت هدى هانم شعراوي في خطابها إلى التصورات الزائفة عن مركز المرأة في الإسلام التي تسود الغرب.
وأعلنت إن الذي تحتاجه المرأة هو التعليم وتعديل قانون الزواج، لضمان مركزها اللائق بها.
وكان من نتيجة الحركة الوطنية الكبرى في ١٩١٩ أن ظهرت المصريات بعد طول حجاب، في وقت كانت الأمة في حاجة إلى كل قواها لنيل الاستقلال. فاتحدت النساء مع الرجال، ولعبن دوراً عظيماً في الكفاح، كاتبات في الصحف ومؤسسات للجرائد. وأسسن من مواردهن الخاصة مدارس للصناعات اليدوية للفقراء، وفتحن العيادات للأطفال المشردين، ونظمن الجماعات الأدبية والثقافية.