أعلنت إدارة (الفرقة القومية) هذا العام، كما أعلنت في الأعوام السابقة، عن مباراتها في التأليف المسرحي والترجمة والاقتباس للمسرح المصري وحددت للمتفوقين عدداً من الجوائز المالية القيمة، واهمة أن في تلك الجوائز ما يغري كبار أدبائنا وكتابنا بمعالجة القصة المسرحية
وقد جرى لنا مع الأستاذ خليل مطران مدير الفرقة حديث في صدد القصة المسرحية والروايات التي تقدم للفرقة وأثر المسابقات والمباريات في ظهور المسرحيات القوية والمؤلفين المنسبين أو الذين لم تتح لهم فرصة التعرف إلى أصحاب الفرقة وتقديم مسرحياتهم لهم. وكان من دواعي سرورنا أن اتفقت وجهة نظر كل منا مع الآخر
وخلاصة هذه الوجهة المشتركة من النظر في التأليف المسرحي هي أن القصة المسرحية الناجحة، كانت وما تزال وستظل إلى ما شاء الله غاية الفرقة القومية التي لا تكل ولا تمل في سبيل الوصول إليها، والتمتع بما يدخل على المسرح المصري من نتائجها
ولكن الطريق إلى القصة الناجحة وعر، والرحلة إليها طويلة شاقة؛ فقد لوحظ أن المؤلفين الذين يتقدمون للمباريات في التأليف المسرحي يكونون عادة واحداً من أثنين: مشتغل بالمسرح يعرف كيف (يحبك) قصته ويطبعها بطابع الفن الناجح ولكنه ركيك العبارة ضعيف الأسلوب وليست لديه القدر الكافي من الثقافة العامة. وأديب أو كاتب ليست له براعة الأول في إجادة التصور وحبك الحوادث وإن كان جزل العبارة لطيف الأسلوب غني في الثقافة. هذا بينما القصة المسرحية التي تنشدها إدارة الفرقة هي القصة القوية الموضوع، السلسة الأسلوب، المحبوكة الحوادث، الملأى بالمواقف التي تستدر العاطفة وتثير الإعجاب.
وقد يكون من أشد ما يأسف له الكاتب أن يضطر إلى التصريح بالحقيقة المؤلمة التي يعرفها كل بصير وخبير بدولة الأدب والكتابة في مصر، وهي أن الكاتب المسرحي الناجح لا وجود له بين ظهرانينا حتى الآن. . .