للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[٦ - القرآن الكريم]

في كتاب النثر الفني

(ومن أظلم ممن افترى على الله الكذب وهو يدعي إلى

الإسلام)

(قرآن الكريم)

للأستاذ محمد أحمد الغمراوي

لقد كنا على حق حين شرحنا الدكتور زكي مبارك وحللناه وفضحنا موقفه من الإسلام والقرآن. وكنا على حق حين قررنا أنه يتخذ الأدب حيلة ووسيلة إلى محاربة الله الذي أنزل القرآن آية منه سبحانه، هي عند من يفقه ويعلم أكبر وأعجب من آياته في السماء والأرض. وكنا على حق قلنا إن اتخاذ زكي مبارك الأدب وسيلة لإفساد الخلق بنشر المجون، ولإضلال النفوس بنشر الإلحاد، هو أول تلك المحاربة وليس بآخرها، وإن يكن بعد أظهر مظاهرها، فإن محاولة إبطال حكمة الله في جعل كتابه الذي أنزله على آخر أنبيائه ورسله معجزة أدبية، هي محاربة لله من غير شك وزكي مبارك يحاول إبطال تلك الحكمة عن طريقين: طريق نظري هو الدعوة إلى إنكار إعجاز القرآن ليبطل عند صغار العقول أمثاله أن القرآن من عند الله، وطريق عملي هو العمل على جعل الأدب إباحياً شهوانياً بعد أن جعله الله في القرآن وبالقرآن إصلاحياً ربانياً. لقد أحيا الله بالأدب أمة، وأنزل معجز كتابه للإنسانية رحمة، وزكي مبارك يريد أن يعين بالأدب على موت أمة، أو أن يسد باب الحياة ونديم فتح باب الفساد والفناء على هذه الأمة المبتلاة به وبأمثاله من الملاحدة الإباحيين

ولسنا نريد ظلم زكي مبارك، فهو في هذا تابع مقلد، لا مبتكر ولا مبتدع. فقبله كان أبو نواس وأمثال أبي نواس من الذين صرفوا الأدب عن الوجهة التي شرعها الله للناس في الأدب بالقرآن، فجعلوا الأدب للغواية بعد أن كان للهداية، وجعلوه للشيطان بعد أن كان لله. وقبله كان ابن الراوندي وأمثال ابن الراوندي من أهل الأهواء الذين أرادوا أن يهدموا

<<  <  ج:
ص:  >  >>