والانحراف الشديد القذر في هذا الحب مما نقرأ أخباره عن أئمتهم وأقطابهم، مما أورد بعضه أبو عبد الله الزنجاني في أطروحته، وما نجد أخباره في الكشكول وروضة المحبين وديوان الصبابة وتزيين الأسواق وتلبيس إبليس ويتيمة الدهر وكتاب الكنايات. . . ودفاع الصديق الأعز الدكتور زكي عن الصوفية في هذا الميدان - وهو من البقع التي ذكرت في حديثي الأول - لن يغنيهم شيئاً - فقد شوى جلودهم فيما يتعلق باستنتاجاتهم الخبيثة في التقاء المتناقضات وتساويها في نظرية وحدة الوجود، وقد هاجمهم غير مرة، ولا سيما في باب التجريد
وحسبنا أن ننبه مرة ثانية إلى أن وقوعهم في الموبقات الحسية هو الذي جعلهم يلتمسون تبريراً لها بقولهم إن الشريعة للعوام والحقيقة للخواص أي لهم، ورحم الله ابن القيم فقد نكل بهم من أجل هذا، ورحم الله الشافعي حيث قال:
(لو أن رجلاً تصوف أول النهار، لا يأتي الظهر حتى يصير أحمق) وحيث قال: (ما لزم أحد الصوفية أربعين يوماً فعاد إليه عقله أبداً)
وصدق الله العظيم القائل:
(ومن الناس من يجادل الله بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير؛ ثاني عِطْفِه ليُضل عن سبيل الله له في الدنيا خزي ونذيقه في الآخرة عذاب الحريق)
وحسبنا الآن أن نترك الكلمة للصديق الأعز الدكتور زكي، ليناقش آراء الأستاذ الرصافي، وليرى إن كان يدعونا الأستاذ إلى دين جديد