للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[الكتب]

الرحيل - رجل

تأليف محمود البدوي

للأستاذ محمد علي غريب

القصة المصرية عندنا ما تزال في مهدها اليوم، وأكبر الظن أنها سوف تبقى في لفافات الطفولة إلى مدى طويل، وأن يفقد الأدب العربي عندنا هذه الثروة الضخمة التي انحصرت في القصة ومنحت الآداب الغربية ما لها اليوم من تفوق ونجاح

وقل أن تقع في يدي قصة مصرية فأهوى بأوراقها إلى الطاهي ليصنع منها أغطية لزجاجاته الكثيرة، فما وجدت من هذه القصص السخيفة إلا كل سخف وسماجة وموضوع يمسك هذا بطرفه وذاك بالطرف الآخر منه ثم يتنازعان نهايته. . فتاة فقيرة أو غنية، يعشقها أو تعشق هي شاباً فقيراً أو غنياً، على شرط أن لا يكون أحدهما كفؤاً للآخر في الثروة؛ وبعد دموع كثيرة وزفرات تدير الطواحين تنتحر الفتاة أو ينتحر الشاب أو ينتحران معاً. . طبقاً لرغبة المؤلف وميله إلى أحد البطلين

ذلك رأيي. . . ومنذ شهور أهدى إليّ صديقي الأديب الفاضل الأستاذ محمود البدوي قصته (الرحيل) فتركتها معه ريثما آخذ نفسي بأن تدع محاباة الصديق في تلك الهدية، وقرأتها؛ وبعد ذلك أهدى إليّ قصته (رجل) فقرأتها، ولأول مرة يندب الطاهي حفظ زجاجاته

لست أثني على صديقي لأن بيني وبينه هذه الصلة، فأن من الخير لي وله أن أجاهره بالرأي الصريح ولو كان به ما يؤلمه، فأنني أعرف فيه حسن تقبله للنقد؛ ولم تصلح الصداقة يوماً ما رشوة بين صديقين يحب كلاهما صاحبه ويخلص له. فالواقع أن هذين الكتابين اللذين أخرجهما الأستاذ البدوي لقراء العربية من خير المحاولات المفيدة الناجحة في سبيل بعث القصة المصرية ووجودها

في قصة الرحيل ترى يد شاب امتلأ صدره بشتى العواطف والنزعات، ترسم على الورق بعض ما يروح عنها. . إنه شاب نشأ في البيئة الخانقة المزعجة، فلما بهرته أضواء المدينة ورأى فيها حيلته عاجزة كليلة راح يستصغر نفسه دونها ويحاول أن يخفي ارتباكه

<<  <  ج:
ص:  >  >>