للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[المرأة في حياة الأديب]

(على ذكر مقال للأستاذ توفيق الحكيم)

للأستاذ إبراهيم عبد القادر المازني

كتب الأستاذ توفيق الحكيم مقالاً في مجلة الثقافة عن المرأة في حياة الأدباء، أو لا أدري ماذا كان العنوان على وجه الدقة فقد غاب عني عدد الثقافة تحت أكداس من الورق والكتب والمجلات. وفي هذا المقال يذكر (أو يقرر) أن كل أديب أو كل عظيم لا بد أن تكون في حياته امرأة؛ وهو يعنى بالمرأة (على ما يؤخذ من ظاهر المقال إلا إذا كان له معنى أعمق خفي علي) امرأة معشوقة، أي امرأة تكون علاقة الرجل بها جنسية، شرعية كانت أو غير شرعية. وقد ذكر من أبناء الشرق السيدة خديجة ونبينا عليه الصلاة والسلام، ثم طوى كل هذه القرون التي مضت ووثب إلى الدكتور طه حسين ثم إلى الأستاذ أحمد أمين ثم إلى الأستاذ العقاد، وعين المرأة التي يراها في حياة كل منهم؛ ثم قال عني إن (الكذب) هبتي (يعني الخيال والاختراع وإن كان التعبير (بالكذب) غير موفق) وقال إن الخيال يختلط بالحقيقة في كتابتي حتى ليتعذر الاهتداء إلى المرأة التي كان لها تأثير في حياتي، ولكنه أعرب عن يقينه أن في حياتي امرأة (ما في هذا ريب عنده). وقد اغتنمت فرصة كتاب جديد له (راقصة المعبد) تفضل فأهدى إلى نسخة منه فكتبت إليه كلمة وجيزة في الموضوع على سبيل التصحيح؛ ولكني أرى هنا أن أتناول الموضوع من ناحية أعم

وأنا أولاً لا أرتاح إلى هذا التناول لحيوات الناس الخاصة. وليس كونهم أدباء أو مشهورين لسبب ما، بمجيز في رأيي أن نجعل من حياتهم الخاصة وأحوالهم الشخصية (معرضاً)؛ وهذا عندي فضول أكرهه وأقل ما فيه أنه يُفقد المرء حريته واستقلاله. وإذا كنت أروى كثيراً مما أكتب على لساني وأورده بضمير المتكلم فليس معنى هذا أن ما أرويه وقع لي وإنما معناه أني أرتاح إلى هذا الأسلوب في القصة وأراه أعون لي على تمثّل ما أحاول وصفه وتصويره. فليس فيما أروي شيء شخصي، وكثيراً ما نبهت إلى هذا، ولكني أهمله أحيانا اعتماداً على فطنة القارئ

ثم إني ثانياً لا أرى الأستاذ توفيق الحكيم موفقاً في رأيه، فليس ضروري أن يكون للرجل امرأة في حياته أو للمرأة رجل في حياتها، أي أن تكون هذه المرأة المعينة هي التي وجهت

<<  <  ج:
ص:  >  >>