للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[العلوم]

٥ - بحث في أصل الإنسان

بقلم نعيم علي راغب

دبلوم عال في الجغرافية

إذا قلنا إن الإنسان يمتاز من سائر الحيوان بقواه العقلية وقدرته على التفكير الحر فيجب ألا ننسى حينئذ أن من أهم مميزات الإنسان اعتدال قامته وعدم اعتماده على شئ عند المشي: لكنا مع ذلك لا نستطيع القول بأنه خلق كذلك، لأن صغار القردة تكون ذات جسم معتدل تحمل جسمها وكل عضلاته في صغرها على اتجاه عمودي، إلا أن أقدامها لا تساعدها على البقاء كذلك في سيرها، ولا يمكن لجسمها الاحتفاظ بتوازنه عليها، لأنها لا زالت تعد وتستعمل أداة للقبض، فانفرج ما بين أصابعها لهذا الغرض، بعكس الجنس الإنساني الذي تطورت حاملة قدميه، فصار في طاقته المشي عليهما وحدهما دون الاعتماد على يديه.

هناك أجزاء ثلاثة: وهي القدم وعظام الفخذ والسلسلة الفقرية، وقد كان في تطورها والتغيرات التي حدثت بها أكبر مساعد على اعتدال قامة الإنسان وقدرته على المشي وحده. ولذلك يمكننا أن نحكم على أي مخلوق بالدرجة التي وصل إليها مقترباً من الإنسانية أو مبتعداً عنها بمجرد فحص عظمة فخذ أو عظمة من عظامه المتحجرة.

كيف وقف إنسان جاوة

إذا نحن دققنا البحث في عظمة فخذ إنسان جاوة وهي الأثر الذي تركه، نجدها طويلة دقيقة إنسانية في كل شئ، تدلنا على إن ذلك الإنسان أو المخلوق الذي صارت هي بقيته الباقية، لابد وأنه كان يسير مستقيم الظهر يعرف الجري والقفز. . . حقيقة هنالك بعض اختلافات في تكوين وشكل هذه العظام المتحجرة إلا إن هذه الاختلافات لا تبعدها عن كونها إنسانية ولا تقربها بأي حال من الأحوال من شكل عظم فخذ القردة. وبرغم أوجه الشبه بين الإنسان القرد والقرد فإنه كان إنساناً. ومن شكل وطول عظمة الفخذ هذه يمكننا أن نصور إنسان جاوة بأنه كان نحيفاً تبلغ قامته ٥ أقدام و٩ بوصات وأنه كان معتدلها يمشي كما

<<  <  ج:
ص:  >  >>