للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[الأدب والفن في أسبوع]

مصر وسودانها وشعرائها:

غنت أم كلثوم (أغنية السودان) في المذياع يوم الاثنين، بعد أن قدمت لها بكلمة رقيقة قالت فيها: (إنه في هذا الوقت الذي تعرض فيه قضية الوطن على مجلس الأمن أردت أن اقدم هذه الأغنية التي تعبر عما يجيش في نفوسنا نحن أبناء الوطن.

و (أغنية السودان) التي غردت بها أم كلثوم هي أبيات مختارة من قصيدة (اعتداء) التي قالها شوقي في تهنئة سعد زغلول بنجاته من حادث إطلاق الرصاص عليه، وذكر فيها من المسائل الوطنية مسالة السودان.

ومنذ شهور اختيرت لعبد الوهاب أبيات من قصيدة (شهيد الحق) التي قالها شوقي في ذكرى مصطفى كامل وجاء بها ذكر السودان في البيت التالي:

وأين الفوز؟ لا مصر استقرت ... على حال ولا السودان داما

فأخذنا هذا البيت ضمن أبيات تندد بما كان في ذلك الوقت من اختلاف الأحزاب وانقسام الزعماء، وسميت أيضا (أغنية السودان) ثم غير هذا الاسم فكان (وحي السودان) ثم سميت (إلام الخلف) ثم طويت. . .

أما أغنية أم كلثوم فقد لوحظ في اختيارها أن يكون ذكر السودان فيها أكثر مما كان في أغنية عبد الوهاب؛ ويخيل إلي أن الذي قام باختيارها بحث في شعر شوقي حتى عثر على قصيدة (اعتداء) فتنفس الصعداء وشعر بلذة الظفر، إذ وجد بها عدة أبيات في قضية السودان، ولكن كيف يستخلصها؟.

بدأت الأغنية هكذا:

وفي الأرض شر مقاديره ... لطيف السماء ورحمانها

وموضع هذا البيت هناك في قصيدته حيث التعبير عن الارتياح لسلامة الزعيم ولطف الله بالبلاد، فنقل البيت كارها متبرما ليكون مطلع الأغنية! فتبدأ به جثة مسلوبة الروح. . . ويأتي بعدة خمسة أبيات هي خمسة أشلاء متقطعة الأوصال فاقدة الحياة. . . ثم يأتي ذكر السودان، واصله في القصيدة هكذا:

ويا (سعد) أنت أمين البلا ... د قد امتلأت منك إيمانها

<<  <  ج:
ص:  >  >>